إن مواجهة التحديات، وطرح الأسئلة، والبحث عن الأجوبة، قد تكون مفاتيح للنجاح وأدوات لمواجهة الوضع الراهن، والخروج منه إلى آفاق أكبر وأفضل.

وكما هو معلوم، فالتفكير العلمي والبحثي هو الأسلوب الأمثل لمواجهة المخاطر والاستجابة لها.

معظم التحديات تظهر على شكل أسئلة عن سبب وجودها، وتكون مواجهة التحديات والاعتراف بوجودها هي

أفضل المحاولات لإيجاد الأجوبة الصحيحة. وكلما زادت الإمكانات التقنية والمادية، اتسعت مساحة الحلول والأجوبة، وزادت الخيارات والبدائل للبحث عن الأفضل. في أحيان كثيرة نحتاج إلى كثير من الوقت كي نعرف الحقيقة، ونخرج من الأفكار التقليدية والسلبية، ونبحث عن لغة الابتكار والحلول الخلاقة.

وهذا ما حصل في خطة التحول الوطني 2020، والتي نجحت في تفسير الوضع الراهن، وتصور الوضع المستقبلي على أسس علمية ومعطيات عقلانية.

إن خطة التحول ألهمتنا أن فرص النجاح ليست جامدة بل متجددة.

يواجه النظام الصحي في المملكة العربية السعودية تحديات كبيرة، تتمثل في أسلوب الحياة غير الصحي، وارتفاع معدل الوفيات المبكرة، بسبب حوادث الطرق، وارتفاع نسبة الأمراض المزمنة، وتدني معايير السلامة في المنشآت الصحية.

إضافة إلى ارتفاع التكاليف الصحية مستقبلا، والتي قد تتجاوز الـ150 مليار ريال سنويا، وذلك نظرا لارتفاع معدل العمر، والازدياد السكاني، وزيادة نسبة الأمراض المزمنة وغير المزمنة، وارتفاع تكاليف التقنية الطبية.

وعليه، يسعى النظام الصحي في المملكة إلى إيجاد نموذج جديد لتقديم وتمويل الرعاية الصحية، خلال مبادرات أطلقها في برنامج التحول الوطني.

ويمكن تلخيص تلك المبادرات لمواجهة تحديات الوضع الراهن، في القدرة على توفير الخدمة الصحية في الوقت والمكان المناسبين، والتخفيف من عبء الأمراض المزمنة، والاهتمام بمعايير الجودة، وسلامة المرضى، وتطوير القوى العاملة، وتحقيق استدامة مالية، وتحول رقمي.

أما التحديات الكبرى التي تواجه النظام الصحي الجديد، فهي العملية التنفيذية للتحول المؤسسي للخدمات الصحية، وإيجاد شراكة فاعلة مع القطاع الخاص، وتقديم برنامج ضمان صحي، ونموذج رعاية صحية فاعل، دون أن تُكلف المواطن أية أعباء مالية، وتحقق رضا العميل.

إن المبادرات الصحية التي تم إطلاقها في برنامج التحول الوطني، هي مبادرات رائعة ومبتكرة، ولكن هل سيتم ترجمتها إلى واقع ملموس؟، وهل سيتم التغلب على تلك التحديات؟