مع إشراقات السنة الهجرية الجديدة تلك التي رسخت الدعوة الإسلامية وعلمت الإنسان قدوةً برسول الله صلى الله عليه وسلم أن في الحركة والاستعداد للمواجهة قيمة عليا، ومن ثم سيظل عام ميلاد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم قيمة يحتذى بها، ويعلمنا أصالة الكفاح والنضال من أجل المثل العليا والقيم النبيلة، وقبل كل شيء الدعوة إلى «لا إله إلا الله محمد رسول الله». ولعلنا نتخذ من الهجرة ومن كفاح الرسول من أجل شموخ الدعوة الإسلامية وتأصيل القيم النبيلة طريقا لبلوغ مستقبل إسلامي عظيم استنادا إلى رؤية واحدة وتحت راية واحدة وهدف واحد هو السعي إلى تحقيق آمال وأهداف الأمة الإسلامية المتمثلة في مملكتنا العربية السعودية التي أشرقت بنورها لتوضح للإنسانية قيمة العدالة والمساواة بين الناس، والتي جاء يومها الوطني متزامنا مع عيد السنة الهجرية، وفي هذا دليل على أننا ينبغي أن ننشد التقدم والسمو بأمتنا، وأن ننطلق إلى الأمام، وأن ندعو أبناءنا وبناتنا والأجيال الصاعدة ليتخذوا من سمو الإسلام وعظمته معنى وقيمة لبلوغ المستقبل العظيم.
نحن أمة نملك الطاقات البشرية والإمكانات الكامنة في أرضنا والأصالة والموقع الفريد والتسامح في ديننا المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي تمثل البعد الروحي للإنسان المسلم، وجدير بذلك أن أدعو كل أبنائي وبناتي الطلاب أن يمضوا إلى طريق المستقبل متمسكين بتلك الجوانب العظيمة التي تدعو إلى العزم والإصرار والتصميم على المعرفة والانطلاق نحو المستقبل، لا ننسى أبدا أن مملكتنا العربية السعودية مهبط الوحي ومبعث سيد الخلق ومنبت الإسلام والدعوة الإسلامية، ومن أرضها المقدسة انطلقت الحضارة الإسلامية، الأمر الذي يستلزم دوما أن نتمسك بتلك الشرائع وهذه القيم والمعاني.
تحياتي وتقديري لكل زملائي وزميلاتي والذين بهم ومعهم سينطلق أبناؤنا وبناتنا نحو المستقبل، متمسكين بالشرعية الدينية وبالقيم الإسلامية، فالمعلم بحكم تكوينه في كل مراحل التعليم هو صاحب رسالة، وهذه الرسالة لا تتحقق إلا بانصهار الكل في مبادئ وقيم دعوتنا الإسلامية ومملكتنا العربية السعودية الأصيلة، فلنكن جميعا من أجل أبنائنا وبناتنا ونحن هكذا دوما. ونداء أخير لكل أبنائي وبناتي الطلاب الذين أتمثل فيهم المعنى والقيمة أن عليهم أن يتمسكوا بقيم الإسلام ومبادئه، وأن يكونوا حريصين كل الحرص على الاجتهاد في العمل والأمانة في الأداء والأمل والرجاء فيما هو قادم.