أعلام خضراء اكتست بها شوارعنا في الأيام الماضية، حفلات عمت المناطق الكبرى في المملكة، الكل يهتف باسم الوطن والوطنية.
ولكن ما زال في ذهني سؤال يراودني كلما رأيت مثل هذه الفعاليات المقدمة للشعب السعودي، هل شعبنا يحب المملكة وحبها يجري في عروقه، بكل تأكيد نعم، ومن يحب بلاده حباً صادقاً يرفع رايتها وسمعتها، ويقوم بتمثيل المملكة بما يليق بها، ولكان حبه هذا دافعاً قوياً لازدهار المملكة في كافة مجالاتها، ولأقام دورات وندوات تهدف إلى تثقيف الشعب السعودي بتاريخ وطنه وكل ما يخصه، حتى نصبح من أرقى الشعوب، في قراراتي أيضاً أن حب الوطن ليس برفع العلم والهتاف باسم الوطن، حب الوطن عمل قبل كل شيء، إخلاص وولاء، حب الوطن يكون بالمحافظة على ممتلكاته وبيئته، حب الوطن ليس بتتبع عثراته، بل بالدفاع عنه قولاً وعملا، مثل ما يفعل جنودنا البواسل وحماة الوطن، حب الوطن يكون بالانقياد والسمع والطاعة لولي أمرنا وقاداتنا، حب الوطن يكون بتحسين سمعته وسمعة الدين الإسلامي وليس بتشويههما.
حب الوطن باختصار يكون بعدم الانجراف نحو الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى تفكيك وحدتنا ونشر الفتنة بين شعبنا، حب الوطن وبكل تأكيد هو الانتماء والاعتزاز والفخر بكل بقعة فيه، فاليوم الوطني ليس يوما أو يومين إنما هو العمر كله، وليس فرحة مؤقتة تنتهي بانقضائه بل هو الفرحة الدائمة. كما قال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله «الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة».