نشر معهد Brookings الأميركي للدراسات تقريرا يتحدث فيه عن المخاوف العالمية المتزايدة من تفاقم حدة الأزمة الكورية الشمالية، مشيرا إلى وجود تحد مستمر من الزعيم كيم جونغ أون للمجتمع الدولي.

وأوضح التقرير الذي أعده الباحث جونغ باك، أن الموضوع الكروي الشمالي لايزال يتصدر عنواين الصحف الرئيسية العالمية، وسط تزايد المخاوف حيال تقدمها الخطير حول قدراتها في الأسلحة النووية، ولجوء واشنطن إلى استعراض قدراتها العسكرية بما في ذلك إرسال قاذفة القنابل بي-1 لانسر.

وأشار التقرير إلى أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون لا يأبه بالأزمة المتصاعدة بين بلاده والغرب، حيث قام بنشر بيان شخصي نادر لم يسبق له مثيل ضد الرئيس الأميركي، واصفًا إياه بأنه «خرف ومختل عقليًا»، مما قد يشير إلى وجود احتمالات لاندلاع حرب نووية أو صراع عسكري دموي. 


سجل عدواني

لفت التقرير إلى أن كيم عندما استلم الحكم أواخر عام 2011، قام بإجراء 4 تجارب نووية، إضافة إلى ما لا يقل عن 90 صاروخا باليستيا، مشيرا إلى أن هذا العدد أكثر من عدد الصواريخ التي جربها أبوه وجده.

وأضاف التقرير أنه خلال السنوات الست الماضية، لم يجتمع كيم بأي رئيس أجنبي لأي دولة، حيث كانت أبرز اجتماعاته الخارجية مع طاه ياباني مختص في السوشي، ولاعب كرة السلة الأميركي دينيس رودمان، بعكس أبيه كيم جونغ إل الذي عقد اتفاقيات ومفاوضات مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، وحافظ على علاقة جيدة مع الصين.

 


قوة كيم الحقيقية

خلص التقرير إلى أن كيم استنتج أن بإمكانه تعدي هذه الحدود الأساسية بدون أي رادع، بسبب التحالف الهش بين واشنطن وسول من جهة، وبين الانتقادات الموجهة إلى شخص الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جهة ثانية، فضلا عن تعهد كل من الصين وروسيا بعدم الإخلال بالأمن في شبه كوريا الجنوبية، والذي يعتبر هدية لكيم لاستخدام قوتهما الدبلوماسية في ردع أي تحرك عسكري ضد بلاده.

 





عدم التجاوب

أكد التقرير أن كيم يحاول أن يظهر بالشخصية القوية دائما، حيث إنه ليس مرجحا في المستقبل أن يعترف بخطئه أمام تحديات ترمب العامة، ولن يحضر على طاولة النقاشات، مشيرا إلى أنه يمتلك تجربة قيادية سياسية أكثر من ترمب ورئيس كوريا الجنوبية، اللذين أصبحا رئيسين قبل أقل من سنة. وأوضح التقرير أن بيان كيم الذي وصف فيه ترمب بـ»المختل عقليًا»، وتوعد بأعلى مستوى من الإجراءات المعادية المتعصبة، يوضح أنه قد تملك هذه المواجهة أنه وحده هو من يحدد مصير الدولة، وكذلك كرامتها، مستشهدا بالفيلم الذي تم إطلاقه عام 2014، ويصور محاولة اغتيال ضده، والذي وصفه بعض النقاد بأنه تصرف بمثابة حرب ضد دولته.