تمضي العلاقات السعودية الروسية في كافة الملفات والقضايا الإقليمية والدولية إلى مرحلة التقارب الاستراتيجي المكثف، خاصة بعد تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015.
وتأتي الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى روسيا كأول ملك سعودي يزور البلاد منذ نشأة علاقات البلدين قبل نحو 9 قرون، لتتوج هذا التقارب الاستراتيجي في الملفات كافة، وتطوي صفحة الخلافات حول بعض النقاط التي يشترك فيها البلدان.
السياسة النفطية
بحسب دراسة أجراها الباحث الاقتصادي السعودي عبدالعزيز بن محمد المقبل ونشرها مركز «سمت» للدراسات، فقد أكدت أن العلاقات السعودية الروسية شهدت تطورا كبيرا في شتى المجالات التعاونية والتنموية، حيث جاءت هذه التطورات نتيجة للجهود الاستثنائية التي يبذلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تدعيم هذه العلاقات الثنائية. وأوضحت الدراسة أن سبيل التقارب مع روسيا جاء في طريق اتفاق سقف الإنتاج النفطي العالمي، وهو ما أفرز تحسنا ملموسا في أسعار النفط، وبالتالي النمو الاقتصادي العالمي، سواء الاقتصادات العظمى، أو الاقتصادات الناشئة.
المواضيع السياسية
أشارت الدراسة إلى أن المواضيع غير النفطية ساعدت في تجاوز وجهات النظر بين البلدين إلى مستويات أكثر عمقا، حيث إن الزيارات التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا اكتسبت أهمية بالغة من حيث المضمون النوعي للاتفاقات التي تم التوقيع عليها خلال زيارته، والتي وضعت آلية أساسية للتنسيق المشترك بين الجانبين على كافة الصعد، مما أثمرت عن أول زيارة تاريخية لملك البلاد إلى الجمهورية الروسية.
النفط والقرار السياسي
بحسب الدراسة، فإن النشأة النفطية الجديدة في روسيا كانت مليئة بالتجارب والمخاطر، لكنها كانت جزءا أساسيا في صنع التركيبة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية لروسيا، لافتة إلى أن المتأمل في القيادة الروسية اليوم، من خلال قراءة الأسماء القيادية، يدرك تغلغل رجال النفط والغاز الروسي في صلب القرارات الاستراتيجية في الكرملين.