أكد مصدر سياسي روسي لـ«الوطن»، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا تعد خطوة مهمة من أجل تحريك القاطرة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

وألمح المصدر بأن موسكو، وإن كانت ترفع بعض الأوراق السياسية المتعلقة بأزمات المنطقة، إلا أنها تركز بالدرجة الأولى على وضع أسس حقيقية وواقعية لتعاون اقتصادي استثماري يمثل القاطرة الحقيقية لآفاق تعاون في مجالات أخرى، مشيرا إلى أن الاتفاقات النفطية بين الرياض وموسكو كانت مثالا مهما لإمكانيات تعاون بنَّاء ومفيد للجانبين. وفي الشأن السياسي، لم يستبعد المصدر أن تكون أجندة القمة السعودية الروسية مهتمة بعدد من المسارات، وعلى رأسها الملف السوري، وعلاقات الرياض وطهران، وملف الأزمة القطرية، مشددا على أن الجانب الروسي مهتم بهذه الملفات على الترتيب، على الرغم من علم موسكو بأن الرياض لديها رؤيتها لهذه المسارات الثلاثة، انطلاقا من مصالح المملكة حصرا، وتنويع علاقاتها مع جميع الأطراف بما يضمن تحقيق هذه المصالح.

دحر الشائعات

أعرب الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن تقدير موسكو العالي لاتصالاتها التقليدية مع الرياض، مشيرا إلى أن هذه العلاقات مكتفية بذاتها وتمثل مسارا مستقلا في سياسات روسيا الخارجية، انطلاقا من المكانة بالغة الأهمية التي تشغلها السعودية في المنطقة والعالم العربي برمته.

يأتي هذا التصريح بحسب مراقبين، في ضوء التقارير السياسية الروسية والغربية التي زعمت بأن القمة السعودية الروسية تجري في ضوء تناقضات سياسية وعسكرية إقليمية ودولية، تحاول روسيا أن تلعب فيها دورا مؤثرا، سواء عبر العمليات العسكرية، أو في مجال الطاقة، أو عبر طرح صيغ سياسية واجتذاب المزيد من الأطراف إليها. وذلك في إشارة إلى صيغة «أستانا» للمشاورات حول تسوية الأزمة السورية.

إلا أن هذه الزيارة بحسب محللين، ستضع النقاط على الحروف بشأن آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين، لأنها تعبر بالدرجة الأولى عن إرادة سياسية من أجل الإسهام في تعزيز الاتصالات التجارية والاستثمارية الثنائية.