حينما يقترب الهلال من تحقيق منجز تعلو الشائعات من المناوئين للتأثير على تدفق عطاء النادي الذي عشق المنصات، وبات المجد والهلال صنوان لا يفترقان.
الجميل أن إدارة البيت الأزرق ممثلة بالأمير الحاذق نواف بن سعد تتعامل مع الرياح العاتية التي تثار على الكيان بسياسة الرأس الباردة، ولا يكترث بما يحدث، والحال ذاتها لمحبي الزعيم الذين يبادلون الإدارة الشعور ذاته، وربما أن الإشكالية من بعض المحبين في التفاعل مع الأكاذيب، فدفاعاتهم وتبريراتهم تضع للشائعات رأسا، ويتحقق هدف المغرضين بدعم محبي الهلال من حيث لا يعلمون.
الهدوء الذي تسلكه القيادة الهلالية يذيب المخاوف، وهذه الرؤية بلاشك تنطلق من آفاق واسعة لقراة المستقبل بأبعاده والتفاعل مع الحاضر بمكتسباته وسلبياته، أكتب تلك الكلمات قبل لقاء الرد أمام بيرسبوليس الإيراني، والذي دارت رحاه البارحة، والأمل كبير أن يكون الزعيم بات الطرف الأول في النهائي الآسيوي الذي يحتاج لحبكه فنية ونفسية تختلف عن السابق، باعتبار أن نزال البداية بالرياض، ويفترض على الهلاليين أن يتعاملوا بذكاء للظفر بأفضل النتائج والضغط على الخصم في الإياب.
أعود للأجواء المحمومة التي تحاك للهلال خلال مشواره محليا وخارجيا، والتي ليست وليدة اليوم أو أمس، وإنما لسنوات خلت، ونجحت مرات في إسقاطه، غير أنها باتت دروسا يستفاد منها، وتحديداً الأيادي التي تتغلغل في أعماق الفريق بإبعاد لاعب مهم أو التأثير عليه في ظرف صعب، وأحيانا داخل الميدان، كما حدث لشراحيلي الحارس قبل لقاء الأهلي الإماراتي، وقبله الجمعان في النهائي الآسيوي، والبرازيلي أديملسون الذي تفنن في إضاعة الفرص أمام الاتحاد عنوة، وعندما خرج حسمت المواجهة للهلال، أياد موحشة تكره الهلال ولا يرتاح بالها عندما يحقق الإنجازات حتى لو كان يقارع خارجياً.
التركيز مهم في مشوار الفريق المقبل ويجب عدم الالتفات لما يحدث، والحيطة مطلوبة لأن كرة القدم ليست داخل الملعب فقط، فهناك لعبة في الخارج من يجيد صياغتها يسهل عليه تحقيق الانتصارات حتى لو كان الفارق الفني لمصلحة الخصم، ويتعين على الهلاليين حبكها في ظل الظروف التي لا تحتمل التفريط.