تعددت الجوائز الدولية والأوسمة والميداليات التي تمنحها دول ومنظمات ومؤسسات وأكاديميات لأفراد برعوا وقدموا خدمات للبشرية في مختلف فروع العلوم والآداب والفنون والاقتصاد، أي في كافة مجالات إثراء الحضارة الإنسانية. وتعتبر جائزة نوبل من أشهر الجوائز العالمية لتعدد مجالات اهتمام مبتكرها الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل.
ولدى تتبع تاريخ منح هذه الجائزة يلاحظ أن اليهود الذين يشكلون نسبة 0.2 % من سكان العالم و2% من سكان الولايات المتحدة الأميركية نال 179 منهم أو أشخاص نصفهم أو ثلاثة أرباعهم يهود جائزة نوبل. وعلى سبيل المثال، شكل اليهود نسبة 22% من الذين تسلموا الجائزة بين 1901 و2009، ونسبة 36% من الأميركيين الذين حصلوا على جائزة نوبل في الفترة نفسها في حقول البحث العلمي في الكيمياء والاقتصاد والطب والفيزياء، بينما كانت نسبة حاملي نوبل من الأميركيين وباقي الدول 26% و38% على التوالي.
ونال جائزة نوبل للكيمياء 31 يهوديا شكلوا نسبة 20% من إجمالي الحاصلين عليها في العالم، ونسبة 28% من إجمالي الأميركيين الحاصلين عليها. ونال جائزة نوبل للاقتصاد 26 يهوديا، شكلوا نسبة 41% من إجمالي الحاصلين عليها في العالم، ونسبة 53% من إجمالي الأميركيين الحاصلين عليها. وحصل على نوبل للآداب 13 يهوديا، شكلوا نسبة 12% من إجمالي الحاصلين عليها في العالم، ونسبة 27% من إجمالي الأميركيين الحاصلين عليها. وحصل على نوبل للسلام 9 يهود، شكلوا نسبة 9% من إجمالي الحاصلين عليها في العالم، ونسبة 10% من إجمالي الأميركيين الحاصلين عليها. وحصل على نوبل في الفيزياء 47 يهوديا، شكلوا نسبة 25% من إجمالي الحاصلين عليها في العالم، ونسبة 36% من إجمالي الأميركيين الحاصلين عليها. وحصل على نوبل في الطب 53 يهوديا، شكلوا نسبة 27% من إجمالي الحاصلين عليها في العالم، ونسبة 40% من إجمالي الأميركيين الحاصلين عليها.
وإضافة إلى جائزة نوبل شكل اليهود نسبة 25% من الفائزين بجائزة كيوتو، و34% من الفائزين بجائزة مؤسسة وولف، ونسبة 38% من حملة الميدالية الأميركية العالمية في العلوم.
بالمقابل، وصل العدد الإجمالي للمسلمين في العالم إلى ما يزيد على مليار نسمة أي 20% من سكان العالم. حصدوا سبع جوائز فقط من جوائز نوبل في الأدب والسلام والطب.
كما شكل اليهود نسبة 25% من الفائزين بجائزة كيوتو، و34% من الفائزين بجائزة مؤسسة وولف، ونسبة 38% من حملة الميدالية الأميركية العالمية في العلوم.
بالمقابل، وصل العدد الإجمالي للمسلمين في العالم إلى نحو مليار نسمة أي بنسبة 20% من سكان العالم. ونال المسلمون والعرب المسيحيون سبع جوائز من جوائز نوبل في الأدب والسلام والطب.
وبمقارنة أولية، قد يكون أمرا مفهوما نبوغ بعض اليهود في فروع الطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد، لكن كثرة عددهم لا تبدو منطقية، فالذكاء والنبوغ لا توجد أية نظرية علمية تفيد بارتباطهما بعرق أو دين معين. أما في مجالي الآداب والسلام فيتضح أو ينفضح إلى حد كبير حجم المغالاة في محاباة اليهود من إسرائيليين ويهود غير إسرائيليين. وعلى سبيل المثال لا الحصر أين السلام الذي صنعه إسحاق رابين – صاحب نظرية تحطيم عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ونظرية إغراق غزة في البحر- وشمعون بيريس، عراب المشروع النووي الإسرائيلي، وتحويل الشرق الأوسط إلى هيروشيما جديدة؟.
ويفيد حصاد 117 عاماً من تاريخ جائزة نوبل أن أمنيات صاحبها لم تتحقق بعد، ليس لكونها حلماً بعيد المنال وغاية نبيلة لا تُدرك، أو كونه «دونكيشوت الثاني»، بل لأن فتيل ديناميت الأزمات والصراعات والفتن والحروب المشتعل لا تخمده نوايا إطفائي، بل سياسات وجهود دعاة الحق والسلام وتقدم الحضارة البشرية.