منذ بدأت الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان بدأنا بفتح مدننا وبلداتنا لاستقبال النازحين الجنوبيين، قدمنا لهم كافة وسائل الراحة من مأوى ولباس وطعام ودواء وماء، تشاركنا معهم في كل ما نملك فإذا بهم يتحولون إلى جرثومة خبيثة تنهش الجسد البيروتي بشكل خاص، فاستولوا على أراضينا في مارمخايل والأوزاعي وباقي الضاحية الجنوبية، فحولوها إلى مستعمرة تابعة لتنظيماتهم الإرهابية «أمل - حزب الله»، وبدؤوا بنقل خباثتهم إلى هذه المناطق، وحولوها من مدينة ثقافية حضارية إلى ما يشبه مدن إفريقيا التي تسبح بالمجارير والنفايات، وأصبحت حياتهم مرتبطة بالفئران والجرذان التي لم تعد تفارق الأحياء التي سكنوها، وانتشرت بينهم الرذيلة والاتجار وتعاطي المخدرات، وأصبح كبيرهم بعمامة سوداء أطلقوا عليه اسم حسن، فكان هذا المتغطرس هو قائداً لميليشيا، مشروعها استيراد ثورة العار الإيرانية الخبيثة والغريبة على ثقافتنا العربية والإسلامية، وتحويل لبنان إلى جزء من هذه الجمهورية.
إلى جمهور حزب الله أتوجه بالحديث اليوم..
لقد تحولتم بفضل تنظيم وميليشيا حزب الشيطان حسن إلى أعداء لكل محيطكم العربي، وأصبحتم من المنبوذين في الداخل اللبناني، وأنتم تعلمون أكثر من غيركم أنكم غير مرحب بكم في أي منطقة خارج نفوذ حزبكم الشيطاني، ومن منكم لم يشاهد كيف قطع أحد اللبنانيين الكهرباء عن إحدى الشقق فقط لأن إحدى الطالبات اللواتي تسكن فيها من الطائفة الشيعية التي يعتبر عدد كبير من أبنائها مأجورين لحزب الله، فتحولتم إلى مرتزقة، يستخدمونكم في حروبهم الطائفية كوقود رخيص وسريع الاشتعال، يرمونكم في المحرقة الطائفية، فتموتون أنتم، ويبقون هم وأموالهم ومشاريعهم أحياء ليقتلوا أبناءكم من بعدكم، فإلى متى السكوت والخنوع والخضوع لهذه المشاريع التي حولتكم إلى أرقام، تموتون يوماً ببسالة في مواجهة الإسرائيلي، ويوماً كقمامة بمواجهة أصحاب الحقوق من السوريين والعراقيين والخليجيين واليمنيين وحتى اللبنانيين؟
لقد حولكم حزب الشيطان حسن إلى أعداء لنا، ونرى فيكم اليوم عدوا أشد بأساً من الإسرائيلي الذي لم يقتل أو يشرد أبناءنا كما فعلتم أنتم، ولم يحتل عاصمتنا ومدننا كما فعلتم أنتم، ولم يدمر مساجدنا كما فعلتم انتم، ولا يشتم أم المؤمنين عائشة والصحابة كما فعلتم وتفعلون كل يوم.
فكيف تتهموننا بالعمالة وأكثر من 70%? من جيش لحد العميل كان من طائفتكم وبيئتكم؟ كيف تتهموننا بالخضوع للسعودية وأنتم جنود في ولاية الفقيه التي يحكمها فارسي غاصب، بينما محبتنا وعلاقتنا بالمملكة العربية السعودية مبنية على الاحترام والأخوة والعلاقات الدبلوماسية الإيجابية التي تدر مئات ملايين الدولارات لدعم اقتصاد بلدنا ونظامنا وجيشنا وأمننا؟
إن تهديداتكم بقتلي لأنني أواجه مشروعكم الفاسد لن تخيفني أو تثنيني عن الاستمرار في المواجهة، فأنتم بدأتم
حرباً علينا في بيروت 2008، وعلى السوريين في 2011، وعلى المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بعدها، وحولتم شعوب المنطقة العربية بالكامل إلى أعداء لكم، لا يطيقون العيش معكم أو تقبلكم أو حتى التفكير بإمكانية تقديم طعام أو ماء لكم في أحلك الظروف، فهل هذا ما تبحثون عنه وأنتم الأقلية بيننا؟!
إن إيماننا بمشروعنا السلمي والعيش بسلام في الشرق الأوسط هو ما نعمل عليه، وبالمقارنة معكم أنتم الباحثون عن الخراب والدمار والقتل والدماء استحضاراً لروح الشيطان الأكبر المدعو «إمام مهدي» لن تصل إلى أي نتيجة، فمقابل الموت نتحداكم بالحياة، ومقابل الدماء نتحداكم بالسلام، ومقابل الدمار نتحداكم بالعمران، ومقابل الجهل نتحداكم بالعلم، ومقابل السلاح نتحداكم بالقلم والكتاب، ومقابل الطائفية المقيتة نتحداكم بالمؤسسات والنظام والقانون، فمن أنتم لتحولوا شرقنا الأوسط إلى منطقة نزاعات وقتل وإجرام واحتلال؟
أتوجه اليوم إليكم وأقول.. إن كنتم تبحثون عن العيش بيننا بسلام فعليكم التخلي عن دعم حزب الشيطان حسن، والتخلي عن السلاح وعن مشروع ولاية الفقيه الإرهابية، والتحول إلى «بناؤون أحرار»، هدفهم البناء والاستمرار في الحياة بسلام مع محيطكم، والتخلي عن الهلال الشيعي الطائفي الخبيث الذي لا هدف له إلا تدمير العرب والمسلمين وتقديم فروض الطاعة لشيطان خبيث اسمه الخامنئي.
عليكم العودة إلى حاضنتكم العربية، والتخلي عن تلك الفارسية الحاقدة على أجدادكم وعلى دمكم العربي، تلك التي تعتبركم أقل قيمة لأنكم عرب وتتاجر بدمائكم لتحقيق أهدافها، انظروا إلى حجم قتلاكم أنتم وحجم القتلى من الإيرانيين لتعرفوا أنهم يستخدمونكم في مشاريعهم القاتلة بينما يحافظون على شعوبهم وأرضهم التي لا يتم استهدافها أو حتى استنزافها بأي شكل ووسيلة، وإلا فخلال السنوات العشر القادمة لن تجدوا مكاناً لكم بيننا، وكما استقبلناكم في بيروت في الثمانينات سنطردكم منها في المستقبل القريب لتجدوا أنفسكم مشردين على حدود المدن في مخيمات لا تصلح مراعي للخرفان الضالة التي حتى لا تنفع كأضحية في أحسن الظروف.
هذه رسالتي لكم لعلكم تعقلون وتعودون إلى رشدكم، وتنزعون عن نفسكم عباءة التبعية والانصياع التام لمشروع إيران الخبيثة.. وقد أعذر من أنذر!