بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره التركي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الدفاع التركي، نور الدين جانكيلي، إن الولايات المتحدة، تقدم مساعدات هائلة للمنظمات الإرهابية، بحجة مكافحة الإرهاب، فيما أعربت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» عن قلقها بشأن الخطوة التركية بشراء منظومة صواريخ إس-400 المضادة للطائرات من روسيا. وقال مراقبون إن صفقة الصواريخ الروسية تسببت في عاصفة غضب بين أنقرة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذين يشعرون بقلق بشأن التزام تركيا القائم منذ عقود تجاه الحلف، مشيرين إلى أن أنقرة تسعى إلى تعزيز العلاقات مع روسيا وإيران، على حساب حلف شمال الأطلسي.


تبرير أنقرة

قالت تركيا إنها اختارت منظومة صواريخ إس-400 المضادة للطائرات لأن موردي الأسلحة الغربيين لم يعرضوا بديلا «فعالا من الناحية المالية»، وذكر الرئيس رجب طيب إردوغان في تصريحات له مؤخرا «ثار غضبهم لأننا أبرمنا اتفاق إس-400. ماذا كان يفترض علينا القيام به؟ هل ننتظرهم؟»، مضيفا «إن واجهنا صعوبة في الحصول على أي عنصر دفاعي من بعض الأماكن، وإذا كانت مبادراتنا تواجه معوقات في أغلب الأحيان فماذا نفعل؟ سوف نعالج المسألة بمفردنا». وحسب تقارير فإن إحباط إردوغان يأتي من دعم واشنطن لقوات وحدات حماية الشعب الكردية في الحرب ضد تنظيم داعش. وترى أنقرة الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية، وتصنفه واشنطن والاتحاد الأوروبي وأيضا تركيا كمنظمة إرهابية.


العلاقات مع أوروبا

تضررت علاقات تركيا بأوروبا خاصة ألمانيا بسبب الحملة التي شنتها السلطات التركية عقب محاولة الانقلاب التي وقعت العام الماضي. وأبعدت تركيا نحو 150 ألف شخص من وظائفهم في الحكومة والجيش والقطاع الخاص، كما سجنت نحو 50 ألفا آخرين، منهم مواطنون ألمان. ولانزعاجها مما تعتبره سجلا متدهورا بشأن حقوق الإنسان قالت ألمانيا إنها ستفرض قيودا على مبيعات بعض الأسلحة إلى تركيا. وأعلنت برلين في بادئ الأمر تجميد مبيعات السلاح الرئيسية، لكنها خففت الإجراء مرجعة السبب إلى الحملة على تنظيم داعش. ورفضت أنقرة أيضا السماح لنواب ألمان بزيارة جنود ألمان يتمركزون في قاعدة جوية بتركيا. ودفع الإجراء ألمانيا إلى نقل جنودها المشاركين في الحملة ضد داعش من قاعدة إنجيرليك التركية إلى الأردن.





زيارة مرتقبة

يأتي ذلك وسط توافق تركي إيراني حول خطورة استقلال إقليم كردستان العراق، فيما أشارت تقارير إلى اعتزام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان زيارة إيران الشهر المقبل، لبحث أزمة الإقليم إلى جانب تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

من جهة أخرى قالت تقارير إنه رغم دعم تركيا للمعارضة السورية المناهضة لنظام بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران، إلا أن هناك تنسيقا بين روسيا وتركيا وإيران لتوفير أمن مدينة إدلب، موضحة أنّ اجتماعات أستانا كشفت النقاب عن المناطق التي ستدخل من خلالها القوات التركية بالتعاون مع قوات فصائل الجيش الحر في إدلب، لافتة إلى أنّ القوات التركية تستعد لدخول المدينة السورية في عملية من المقرر بدؤها بأي «لحظة مفاجئة»، وذلك من خلال منطقتي «الريحانية ويايلاداغي» التابعتين لولاية هطاي جنوب تركيا.