فيما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في كردستان أمس، نتائج استفتاء الانفصال الذي صوت عليه بـ»نعم» نحو 92% من إجمالي قرابة 4 ملايين شخص، أعلنت السلطات العراقية، أمس، حظر الرحلات الجوية الدولية في إقليم كردستان في أولى خطوات التصعيد من قبل بغداد ردا على الاستفتاء الذي أجري الإثنين الماضي. وطرحت الهجمات التي شنها تنظيم داعش أمس على مواقع عسكرية عراقية في الرمادي غربا ومناطق بشمال العراق، مخاوف جدية حول قدرة هذا التنظيم على استثمار أزمة كردستان لإعادة بناء صفوفه والعودة إلى السيطرة على مناطق احتلها في السابق ثم فقدها بعد عمليات عسكرية شنتها القوات العراقية في الموصل وتلعفر والشرقاط وعانة.
وكانت هيئة الطيران المدني العراقية قد أعلنت أنها أرسلت إخطارا لشركات الطيران الأجنبية بوقف الرحلات إلى كردستان اعتبار من غدا، موضحة أنه سيسمح بعد هذا التاريخ بالرحلات الداخلية فقط. وذلك عقب منح رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حكومة إقليم كردستان 3 أيام لتسليم السيطرة على مطارات الإقليم ومنافذه الحدودية لتفادي حظر جوي دولي.
من جانبه، قال وزير النقل في حكومة إقليم كردستان مولود مراد، إن حكومته ترفض مهلة عراقية لتسليم السيطرة على المطارات الدولية في الإقليم.
تحالف رباعي
كشف مصدر في التحالف الوطني الذي يقود حكومة العبادي في تصريحات إلى «الوطن»، أن الدول الأربع، العراق وسورية وإيران وتركية، تسعى إلى بلورة تنسيق عسكري وأمني لمواجهة أكراد المنطقة الحالمين والساعين إلى دولة مستقلة أو فيدراليات بصلاحيات واسعة تهدد وجود الدولة السياسية المركزية في هذه الدول الأربع.
يأتي ذلك في وقت يعتزم وفد كردي يضم ممثلي القوى السياسية المشاركة في الإقليم زيارة عدد من العواصم العربية ودول الجوار العراقي لبيان حقهم في إجراء الاستفتاء، بينما قلل الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي من أهمية التحرك الكردي نحو المحيط الإقليمي، مستبعدا تغيير مواقف الدول العربية تجاه الاستفتاء.
مبادرة أميركية
بالتزامن مع العقوبات الفنية والمالية التي اتخذتها حكومة العبادي في بغداد ضد سلطات إقليم كردستان، كشفت مصادر في الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة برزاني، أن الولايات المتحدة طرحت مبادرة حل سياسي لأزمة استقلال كردستان تتضمن ما يلي:
إعلان برزاني تعليق أو إلغاء نتيجة استفتاء استقلال كردستان.
بدء مفاوضات بين بغداد وأربيل بدعم دولي قد تستمر ثلاثة أعوام.
نشر قوات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها لحين توصل أربيل وبغداد إلى اتفاق سياسي.
مشاركة الأحزاب الكردية في انتخابات البرلمان العراقي المقررة في أبريل المقبل.
في حال فشل المفاوضات بين الطرفين في بغداد وأربيل، تقوم الأمم المتحدة بتنظيم استفتاء تقرير المصير في إقليم كردستان العراق.
تفويض العبادي
فوض البرلمان العراقي أمس رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ الخطوات اللازمة للسيطرة على حقول النفط في كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان العراق.
وجاء هذا التفويض في إطار تصويت البرلمان على صيغة القرار النهائي الخاص بشأن الاستفتاء على انفصال الإقليم الكردي.
جاء ذلك خلال حضور العبادي جلسة البرلمان أمس، داعيا المسؤولين الكرد إلى إلغاء نتائجه ثم اللجوء إلى الحوار تحت سقف الدستور، مشددا على سحب قوات البيشمركة من مناطق سيطرت عليها أثناء تنفيذ العمليات العسكرية لتحرير المدن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش. في سياق متصل، طالب البرلمان العراقي، أمس، بمحاكمة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود برزاني، كما طالب الحكومة بإبلاغ سفراء الدول بضرورة غلق ممثلياتها في كردستان.