بين فترة وأخرى نسمع عن اختراع جديد يعلن عنه بعض مشجعي الأندية. والحق يقال فإن بعض هذه الاختراعات يستحق براءة اختراع مع مرتبة الامتياز، ليجد المسؤولون أنفسهم في حيرة بشأن العقوبات التي يمكن أن تردع هؤلاء.
ولعلنا قرأنا عن آخر اختراع وهو التلويح بالنقود عند كل اعتراض على صافرة حكم، والقصد منه طبعاً أن الحكم يباع ويشترى!!.. ما هذا الإنجاز العظيم؟!... فبعد الشتائم واستخدام التقنيات الحديثة مثل الليزر، وبعد إدخال بعض الأدوات الممنوع استخدامها في الملاعب، وبعد محاولات الإساءة لبعض الفرق بشتى الطرق، يأتي من يضيف إنجازاً جديداً على طريقة برنامج تلفزيوني عربي قديم بعنوان "من دون كلام"، لتختلف الآراء حول العقوبات التي أصدرها اتحاد الكرة لهذه الجماهير بين مؤيد لها ومعارض، مؤيد يراها من باب معاقبة كل مسيء مهما كانت إساءته، ومعارض يرى أن العقوبات لن تنفع ويتجه نحو ترك الجمهور للتعبير عما يريد بشكل سلمي ما دام لا يتلفظ بكلام مؤذٍ.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ألهذه الدرجة وصل البعض من شبابنا؟!... ألهذه الدرجة باتت كرامات الناس مهدورة عندهم؟!... هل يعقل أن نطعن بشرف إنسان كائناً من كان فقط لأن رأيه أو قراره لم يعجبنا؟!.. كل حكام العالم يخطئون وجلّ من لا يخطئ ولكن ليس كل الحكام، ولا 99% منهم يبيعون ضميرهم وشرفهم من أجل حفنة من المال.
فهل يعقل أن نشهّر بأي حكم أمام عائلته وربما أولاده وكل من يعرفه لأنه أطلق صافرة لم تعجبنا؟!.
قول واحد: من يفعل ذلك وتهون عليه كرامات الناس تهون عليه كرامته ولا فرق عنده بين الأبيض والأسود، ولا فرق عنده إن حافظ على أخلاقه، لأنه مستعد لبيعها بأرخص الأثمان...
لا يمكن لشخص له عقل يفكر به ولديه القدرة على المحاكمة السليمة للأمور أن يفعل ذلك، لأن أبسط المسلمات ألا تتهم أحداً دون دليل وحتى المتهم يبقى بريئاً حتى تثبت إدانته، وإنما بعض الظن إثم، فكيف إذا كان التصرف على الملأ وعلى شاشات التلفاز؟!
من يفعل ذلك وكل من يتعرض للغير بهذه الصورة عليه أن يعود إلى رشده، لأنه لا يوجد مبرر في العالم يعطيه الحق في أن يتصرف أي تصرف مخالف للأنظمة أو مخالف للأخلاقيات العامة، حتى ولو كانت المباراة في نهائيات كأس العالم.