قال الدكتور رضوان السيد، إن الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة لم يستخدموا مصطلح «السياسة» إلا في القرن الرابع الهجري، مبينا أن رؤيتهم لمفهوم «السياسة» تنازعتها عوامل اختلفت باختلاف نظرتهم إلى الأمور، حيث لم يعتبروه مرادفا للتدبير السياسي وإدارة الشأن العام بل وضعوه في مقابل الشريعة بالمعنى الفقهي والقضائي وأيضا في مقابل مصطلح التعزير أو مع المصالح المرسلة. وذكر السيد في دراسة صدرت حديثا عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بعنوان «التفكير بالدولة: السياسة والسياسة الشرعية في المجال الإسلامي»: «إن ممارسة مصطلح «السياسة» في الأزمنة الحديثة، وما يكتنف هذه الممارسة من عوار في الفهم والتطبيق، بفعل تذبذبها بين مرجعية الشريعة ومرجعية القانون، وما يحتاج إليه الأمر من تجديد أو تقنين، إضافة إلى وجود بعض المشكلات في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، مثل: وجود غير المسلمين في نسيج هذه المجتمعات، وما يقتضيه ذلك من تأسيس المواطنة في الدولة الحديثة على مبدأ المساواة، كما يرى بعض القانونيين». رصدت الدراسة أن مصطلح «السياسة» برز في الحياة الإسلامية - بمعنى فنون وأساليب إدارة المدينة والدولة - في منتصف القرن الثالث الهجري في أيام الفلاسفة الإسلاميين، كالكندي والفارابي مرورا بابن سينا وابن رشد إضافة إلى جماعة إخوان الصفا.

تناولت الدراسة السياسة من المفرد إلى المصطلح، ونظرية السياسة الشرعية، والسياسة الشرعية ومقاصد الشريعة، والسياسة الشرعية في الأزمنة الحديثة. كما عرضت تطور مصطلح «السياسة» في الدولة الإسلامية لدى عدد من الفقهاء على مرِّ التاريخ .