87 عاماً من الإنجازات على هذه الأرض الطيبة المباركة، والتي وضع لبناتها الأولى، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وواصل أبناؤه البررة البناء حتى تبوأت المملكة العربية السعودية منزلة مرموقة بين الأمم. وأصبحت نموذجا تسعى الكثير من الدول والشعوب لتحقيق ولو جزءا بسيطا مما حققته، وهذا بفضل الله ثم بعزيمة قادتنا وإرادة الشعب وتحقيق الإنجازات المتواصلة في كافة المجالات، لتجسد مسيرة التقدم والرخاء، وتتواصل في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله ورعاه وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان رعاه الله. وتعتبر رؤية المملكة 2030 نقلة نوعية، ستسهم بإذن الله تعالى في دفع عجلة التنمية، وتحقق مزيداً من التقدم في كافة الاتجاهات والمجالات، ودافعاً لمزيد من الجد والاجتهاد في سبيل الوصول إلى أفضل المستويات.

يعتبر التكاتف الوطني من أهم العوامل المطلوبة لاستمرار حياة المجتمعات والدولة الوطنية في العصر الحديث، وذلك بسبب تكوين علاقة خاصة ومميزة بين القيادة والحكومة من جانب وبين الشعب والنخب الثقافية داخل المجتمع الوطني من جانب آخر.

وغالبا ما تقوم الشعوب والدول باختيار يوم وطني، والاحتفال به في كل عام، وذلك من أجل تحقيق التكاتف الوطني، حيث إن هذا التكاتف له أهمية كبيرة في المجتمعات الحضارية الحالية، وتعبر الشعوب ونخبها الاقتصادية والسياسية والثقافية عن فرحها وسعادتها بهذا اليوم، وتوظف الحكومات إمكاناتها، وتتخذ السياسات والإجراءات من أجل تحقيق التكاتف الوطني.

واليوم يحتفل الشعب السعودي بهذا العرس الوطني، وهو ملتف حول قيادته الحكيمة، ويقف مع حكومته الرشيدة في البناء الحضاري ومواجهة المخاطر.

من أبرز اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه الاهتمام والعناية بقضايا الشباب، ومعالجة مشكلاتهم، وسن سياسات جديدة، وتعد لهم فرص التعليم والتدريب للمشاركة في بناء الوطن، وتقديم التسهيلات للقادرين منهم على إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة، هذا ويعد صندوق المئوية عملاً مؤسسياً مواكباً لتطلع المملكة العربية السعودية وطموحها في دعم الشباب لبدء مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة، ليكون وجهه داعمة لرواد ورائدات الأعمال، في ظل التوجهات الاقتصادية الجديدة المهتمة بتشجيع المبادرات التجارية لصغار المستثمرين. ويقدم صندوق المئوية العديد من الخدمات لرواد الأعمال، كلها تصب في مصلحة تنمية الشباب في هذا المجال، وإتاحة الفرصة لهم، والمحافظة على نجاح مشاريعهم. والشباب يمثلون أمل الأمة ومستقبلها، وهم رجال الغد الذين سيحملون مسؤولية النهوض بالوطن في شتى الميادين، ولذلك لابد من إعدادهم إعدادا سليما، يسهم في مساعدتهم لتحمل تلك المسؤولية، وهم من يمثلون النسبة الأعلي في تعداد السكان في المملكة.