تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا لتشكل منعطفاً كبيراً في علاقات المملكة مع الدول الكبرى؛ وذلك لكونها أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، ولكونها تأتي بعد إعلان رؤية المملكة 2030 والتي تهدف من خلال إحدى برامج الرؤية الطموحة (برنامج الشراكات الاستراتيجية) إلى بناء وتعميق الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية مع دول الشراكة الاستراتيجية التي تمتلك المكونات الأساسية، وجمهورية روسيا الاتحادية إحدى هذه الدول التي من الممكن أن تسهم في تحقيق أهداف الرؤية، فهي تمتلك المكونات الأساسية من عدة جوانب (السياسي /‏‏ الاقتصادي /‏‏ الصناعي /‏‏ التعليمي).

فمن هذا المنطلق اهتمت المملكة بتطوير علاقتها بروسيا، وقد يكون من المناسب هنا الحديث عن الجانب التعليمي؛ فروسيا اليوم تعد من الدول المتقدمة في الحقول التعليمية. حيث إن الكثير من الجامعات الروسية تعتبر رائدة في تخصصات العلوم والتقنية والتكنولوجيا والطب والهندسات.. وقد أثبتت التجربة الروسية أن الاهتمام بالتعليم وتطوير مسيرته هو الذي أهلها لتكون رائدة في المجالين الصناعي والاقتصادي، ومكنها أن تلعب دوراً محورياً على الصعيد السياسي.

لذا جاءت فكرة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث إلى جمهورية روسيا الاتحادية لكفاءة جامعاتها أكاديميا وعلميا..

وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين أيضا لتعزز سبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين في المجال التعليمي والأكاديمي.. وهذا ما تسعى له الملحقية الثقافية لتتمكن من بناء جسور التعاون العلمي والأكاديمي بين الطرفين لتحقيق توأمة بين الجامعات السعودية ونظيراتها الروسية. حيث قمنا بعدة زيارات لروسيا لتحقيق هذا الهدف، فهناك توجيهات صريحة من وزير التعليم بأن تقوم الملحقية بالتواصل مع أهم الجامعات الروسية ونظيراتها بالمملكة لتشجيع تبادل الزيارات ولإقامة وترتيب ندوات ومؤتمرات علمية تجمع بين أكاديميي الجانبين. وتقوم الملحقية الثقافية بالتنسيق مع وكالة الوزارة لشؤون البعثات بالتواصل مع الجامعات في كلا البلدين بهذا الشأن.

وفي الختام نسأل الله أن يُكلل جهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بما فيه خير هذا الوطن المعطاء..