حكايتنا مع دول الاستقدام لن تنتهي.. هؤلاء يعتبروننا برميل نفط كبيرا.. ولابد من "شفط" ما يستطيعون من هذا البرميل!
ولذلك لن تنتهي محاولات الاستغلال التي نتعرض لها من هذه الدول.. وسيجدون ألف سبب وسبب.. وحادثة وحادثة.. يتم تسخيرها لمزيدٍ من الاستغلال.. وإن استمررنا في معالجة الأمر بالطرق التقليدية، فسنجد أنفسنا يوما ما وقد أوقفنا الاستقدام من جميع دول العالم!
الحجج متعددة طالما الغاية واحدة.. هؤلاء يذكرونني بحكاية طريفة كنا نسمعها ونحن صغار.. حيث يروى أن الثعلب ـ وفي اللهجة الشعبية حصني ـ ذهب إلى الأسد باكيا شاكيا: "يا طويل العمر الذيب يضربني كل يوم دون سبب واضح"؟! فتظاهر الأسد بالغضب، ونادى الذئب، وقال له بصوت منخفض: "شغل مخك شوي.. حط سببا للضرب.. اطلب منه تفاحة.. فإذا جاء بالتفاحة خضراء اضربه، وقل أنا أريد تفاحة حمراء.. وإذا جاء بتفاحة حمراء اضربه، وقل أنا أريد تفاحة خضراء.. شغل مخك يا ذيبان؛ لا تفضحنا قدام هيئة حقوق الحيوان"؟!
وفي الصباح التالي صادف الذئب "الحصني" وقال له: "هات لي تفاحة".. فقال "الحصني بذكاء: "تفاحة حمراء أم خضراء"؟!
فتناوله الذئب بـ"طرااق" قائلا:" ليش ما انت لابس طاقية"؟!
ـ الملخص: دول الاستقدام ماضية في مشروعها الاستغلالي.. وستأتي بألف حجة.. وألف سبب.. أخشى ما أخشاه أن تنجح النداءات التي تطالب، هذه الأيام، بإيقاف الاستقدام من إندونيسيا.. لأنني متيقن أن هؤلاء سيخرجون مرة أخرى ـ مستقبلاً ـ مطالبين بإيقاف الاستقدام من مانيلا وفيتنام والهند..!
إيقاف الاستقدام ليس حلا أبدا.. هذه حلول مبنية على ردة فعل.. المفترض أن نبحث عن اتفاقية جادة صارمة واضحة المعالم والشروط، تحدد حقوق كل طرف وواجباته..