مناسبة غالية، وذكرى عزيزة على الناس في هذه الأرض المباركة، السعوديون والسعوديات يأتون في ذكرى اليوم الوطني، وهم أكثر احتفاء بأنفسهم وبوطنهم. يأتي هذا اليوم والناس في المملكة العربية السعودية تتحدث بلغة أكثر وضوحا عن عمق المناسبة ورمزيتها وتاريخيتها. بعد أن شوشت عليهم لزمن مضى أصوات تهاجم حب الوطن والتلاحم معه، والانغماس في كل معانيه.
معاني اليوم الوطني مستمرة في حياة الناس وتتجاوز أشكال الاحتفال اللحظي، والمناسباتي إلى حفظ هذا الوطن، والحفاظ على مقدراته ومكتسباته. ولعلي أدعو الجميع لتفحص بعض النقاط والمحطات الانتهازية التي تحيط بمملكتنا، وأنطلق من النقطة المحلية وما تشهده من محاولات آثمة ومخططات مجرمة هدفها جر المجتمع والدولة إلى دهاليز الخلاف والشقاق للوصول إلى درجات متقدمة من الاحتراب، لا سمح الله، هذه المحاولات الكل مسؤول عن التصدي لها، ونحن اليوم في رحاب ذكرى يومنا الوطني المجيد، وعن التوعية بخطورتها.
وأنتقل إلى نقطة الخارج الذي تشارك فيه بلادنا الدول الأخرى بما تقرره الأنظمة والقوانين الدولية المحققة للأمن والسلم الدوليين. فبلادنا ملتزمة بكل مبادئ علاقات التعاون والصداقة وما تتضمنه من مفاهيم احترام الدول والمجتمعات الأخرى، وعدم التدخل في خصوصياته، وترعى كل الأعراف المؤدية إلى حسن الجوار وإتاحة المجالات لعلاقات التعاون، والصداقة. ومع كل ذلك نجد أن في هذا الميدان خصوما يقدمون أنفسهم على غير حقيقتهم، وهنا نعود للمواطن، ووعيه وأهميته في تقوية اللحمة الداخلية ضد كل خطر خارجي.
في النقطة الثالثة هناك العالم المضطرب بالإرهاب وتهديد الأمن والسلم الدوليين، وهناك بؤر التوتر الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. حبنا لهذه الأرض جدير أن يكون بوعي يتلمس كل هذه الأخطار ويتجنبها لمصلحة الإنسان والمجتمع والدولة.