كان موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه برنامج إيران النووي موقفا ثابتاً منذ البداية، حيث إنه وصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه وقَّع أسوأ اتفاق في العالم لوقف طموحات طهران النووية، ووصف إيران بأنها دولة تُشكل تهديدا لجيرانها.
وخلال الأسبوع المقبل، يتعيَّن على الرئيس ترمب أن يقرر ما إذا كانت إيران تخرق الاتفاق أم لا. وأن يبحث عن حالات التعامل الإيراني المزدوج. ويشعر محللو الاستخبارات الأميركيون ومسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشرف على الاتفاق مع طهران بأن ترمب يبدو جادا بشأن إلغاء هذا الاتفاق.
نحن نعلم أن ترمب جاد لأنه محاط بموظفين ومستشارين مناهضين للنظام الإيراني، وقد عيَّن الضابط البارز في وكالة المخابرات المركزية (CIA)، مايكل داندريا، مسؤولا عن العمليات الإيرانية، لخبرته وتجاربه الواسعة والطويلة في التعامل مع الجماعات الإرهابية كتنظيم «القاعدة»، وأشرف على عملية «اصطياد أسامة بن لادن»، وعمليات أخرى ضد التنظيمات المتطرفة.
وكان داندريا، الذي يصفه زملاؤه بـ«أمير الظلام»، مشاركا في برنامج احتجاز واستجواب متهمي أحداث 11 سبتمبر، وعمل ضد إرهاب ميليشيا «حزب الله». ولقد كلَّفه رئيسه في وكالة المخابرات المركزية، مايك بومبيو، باتخاذ إجراءات منهجية ضد شبكات الحرس الثوري الإيراني.
هناك عدة طرق فاعلة لجعل الحملة على إيران موجَّهة ضد جميع نشاطات الحرس الثوري الإيراني وحلفائه من بينهم ميليشيا «حزب الله». وسيكون من أولويات ترمب التأكد من أن إيران يجب ألا تبرُز كقوة سياسية منتصرة في منطقة الشرق الأوسط عندما تكتمل هزيمة تنظيم «داعش».
قد يكون من الصعب إعادة فرض عقوبات في إطار ضيِّق على إيران مجدداً، إلا أنه ليس هناك ما يقف في وجه سلم العقوبات، الذي يتراوح ما بين تجميد الأموال وحظر السفر على الإيرانيين المتورطين في أعمال إرهابية.
ولا تزال إيران واحدة من الدول الرئيسة الراعية للإرهاب العالمي. وبتعاونها السري مع كوريا الشمالية، حصلت إيران على تكنولوجيا باليستية من بيونج يانج، حيث عدلتها وأجرت إعادة ابتكارها، فإذا ما تمكنت طهران من توسيع نطاق صواريخها فإنها ستصبح عدوا هائلا لدول المنطقة. ولذا يجب على الولايات المتحدة وأوروبا العمل جنبا إلى جنب لإيقاف ذلك التوسع.
ويُذكر أنه في الوقت الذي سارع فيه كيم يونج-أون من اختبار أسلحته في وقت سابق من هذا العام، أجرت إيران أيضا اختبارا صاروخيا من غواصة في مضيق هرمز، مما يُظهر أن هنالك تعاونا مشتركا بين غواصة إيران وغواصة «يونو» الكورية الشمالية.
وبمقتضى اتفاق عام 2015 مع طهران، الذي دافع عنه بشدة أولئك الذين يعتبرونه انتصارا لدبلوماسية القرن الـ21، من المفترض أن تكون إيران شريكا مفيدا في حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، إلا أن النظام الإيراني لم يتوقف عن الاستهزاء بنا والضحك على سذاجتنا.
روجرز بويز*
*كاتب صحفي بريطاني- صحيفة (التايمز) – البريطانية