أثار قرار برلمان كردستان على إجراء الاستفتاء على الاستقلال في موعده يوم 25 سبتمبر الجاري وما سبقه من بغداد للاستفتاء، إلى جانب دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لاتخاذ كل الخطوات التي من شأنها منع تقسيم وحدة العراق، المخاوف حول السيناريوهات المحتملة لتداعيات على الأرض بين القوات العراقية التي تعمل تحت إمرة العبادي وقوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارازاني. يأتي ذلك فيما نفى المتحدث باسم القوات الكردية جبار الياور وجود أي حشود للقوات العراقية أو قوات البيشمركة في ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها في محافظات كركوك وديالى ونينوى وصلاح الدين التي تقع في الجهة الشمالية للبلاد.
السيناريوهات المجهولة
يوجد أكثر من عامل سيؤدي إلى تفاقم السيناريو العسكري بين بغداد والأكراد، من بينها وجود مناطق احتكاك بين القوتين العراقية والكردية، في كركوك ومناطق سهل نينوى ومنطقتي مندلي وخانقين في ديالى، شمال شرق بغداد ومنطقة طوز خرماتو في صلاح الدين، شمال العاصمة العراقية، وتفصل القوتين عن بعضهما مسافة لا تتعدى كيلومترا واحدا أو أكثر بقليل، كما أن وجود قوات الحشد الشعبي المدعومة عسكريا من إيران، يجعل من احتمال المواجهة العسكرية مع الأكراد، أمرا واردا، سيما أن النظام الإيراني يؤمن بسياسة التدخل وفرض النفوذ في المنطقة.
وبحسب معلومات وزارة الدفاع العراقية يوجد ما بين 30 و35 ألف كردي في صفوف القوات المسلحة العراقية، بينهم قائد القوة الجوية العراقية، وبالتالي من أقسى الاحتمالات الواردة للتصعيد على الأرض هو انشقاق هذه القوة الكردية بأسلحتها في حال بدأت بوادر مواجهات في مناطق متنازع عليها وتبدد فعالية الحل السياسي.
وترجح مصادر سياسية في البرلمان العراقي أن تكون المناطق المتنازع عليها بمثابة فتيل شرارة مواجهة بين القوات العراقية والكردية في حال استمر التصعيد في التصريحات والمواقف بين بغداد وأربيل على خلفية استفتاء الاستقلال، ولذلك هناك طلب من التحالف الدولي ببقاء القوتين بعيدتين عن بعضهما بمسافة مناسبة لحين حل ملف الخلاف بين حكومة بغداد والأكراد بالحوار.
منع التصعيد
من أبرز المعطيات التي ستلعب دورا حقيقيا في منع تطور الاستفتاء الكردي وتداعيات نتيجته في المستقبل إلى صراع مسلح هو وجود العبادي كقائد عام للقوات المسلحة العراقية، وهو رجل لديه موقف حاسم ضد حدوث اقتتال داخلي في العراق، كما أن من بين الضمانات القوية لعدم الذهاب إلى سيناريو المواجهة أو المناوشات العسكرية بين القوات الكردية والقوات العراقية، انتشار قوات أميركية في صفوف القوتين على شكل مستشارين أو مدربين، وهؤلاء قد يلعبون دورا في تحرك أميركي استباقي لمنع المواجهة العسكرية.
وقال مسؤول بارز في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، إن علاقات هذا الأخير التاريخية بإيران قد تكون ضمانة لمنع قوات الحشد الشعبي من القيام بتحرك منفرد لمواجهة الأكراد عسكريا، مضيفا «هذا الخيار رغم واقعيته إلا أنه قد يبدو ضعيفا إذا نظرنا للتحالف بين النظامين في دمشق و طهران ولكل منهما حساباته في مواجهة بارازاني الذي يصنف إيرانيا بأنه حليف استراتيجي للغرب والولايات المتحدة».
أسباب احتمالات المواجهة العسكرية
- وجود مناطق احتكاك بين القوتين العراقية والكردية
- استفزازات قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران
- انشقاق الأكراد المشاركين في القوات المسلحة العراقية
- المناطق المتنازع يمكن أن تكون فتيل شرارة المواجهة