بحثت العديد من الدراسات الحديثة في الرابط الذي يجمع ما بين العقل والإدراك وجوانب مختلفة من الصحة، على سبيل المثال ربط البعض بين اللياقة البدنية وإدراك المرء لمستويات النشاط الخاصة به، وخلصت دراسة أخرى إلى أن الشعور بالألم عادة ما يكون مرتبطا أكثر بالعقل وليس الجسد، ولكن دراسة جديدة أكدت وجود علاقة جديدة بين التصور والإدراك من ناحية، والجوع من ناحية أخرى، مشيرة إلى أن الجوع حالة نفسية قبل أن تكون عضوية.


الشبع المتوقع

ذكر تقرير نشره موقع Medical News Today أن «دراسة حديثة بقيادة دكتور ستيفن براون من جامعة شيفيلد هالام في المملكة المتحدة، ونشرت هذا الأسبوع في المؤتمر السنوي لرابطة علم النفس البريطاني والذي أقيم في كارديف بالمملكة المتحدة. استكشفت العوامل التي من الممكن أن تؤثر على حالة الجوع والشبع الخاصة بنا».

وقد كشفت دراسة سابقة عن العلاقة بين ما نفكر فيه حول طعامنا، وكمية ذلك الطعام المرجح استهلاكه، ولكن الدراسة الحديثة التي تمت بقيادة الدكتور براون وفريقه ذكرت أن الشبع المتوقع - أي الكمية التي تتوقع أن تشبع بها بعد الوجبة التي تتناولها- يلعب دورا كبيرا في مدى شعورك بالشبع.


الدماغ والأكل

في دراسة سابقة، استخدم الباحثون عصائر فواكه لاختبار فرضيتهم بالتأثير على المشاركين، لكي يعتقدوا أنهم استهلكوا كمية أكثر أو أقل من العصائر.

الدكتور براون مع فريقه قاموا ببناء تجربة وبحث على هذه الدراسة السابقة للتعرف أكثر على كيف يؤثر دماغنا على كمية ما نأكله، ولكن هذه المرة استخدموا طعاما بدلا من المشروبات لمعرفة إن كان باستطاعتهم تكرار النتائج السابقة. وبحث الدكتور براون في دراسته إن كانت هرمونات الجوع مرتبطة وتلعب دورا في هذه المعادلة.





التصور والإدراك

خلال الدراسة، وجد الباحثون أن المشاركين الذين قدم لهم الطعام، وقيل لهم أن وجبتهم صغيرة ذكروا أنهم جائعون في غضون ساعتين من الفطور، وأكلوا بكمية أكبر في وجبة الغداء، وحصلوا على سعرات حرارية أعلى خلال اليوم الكامل مقارنة بما أكلوه حينما أخبروا أن وجبات فطورهم كبيرة، مع أن وجبات الإفطار كانت بنفس الكمية. وأوضح الدكتور براون أن «هذه النتيجة تبين كيف أن التصور والإدراك لكمية الوجبة قبل الأكل لهما أثر كبير على حالة الجوع خلال بقية اليوم».

وقال: «على الرغم من أن المشاركين لم يبلغوا عن كونهم أكثر شبعا أو جوعا، إلا أنهم استهلكوا كمية أكبر عندما ظنوا أن حجم الوجبة الأولى كان صغيرا».