هدى طوهري



لا أعلم لماذا يصنف أناس من المجتمع على أنهم يعانون من مشاكل نفسية أو أزمات بمجرد قضائهم وقتا بمفردهم، والبعض ينعتهم للأسف بـ«النفسيات» كيف ولم لا يكون من يجتمع بالناس كثيراً هو من قد يعاني من بعض المشاكل النفسية والأزمات أيضًا في حين أن المعتزل هو المسالم، ومن يمضي جل وقته في إسعاد نفسه وتحقيق أهدافه.

للأسف أن من يقرر أن يختلي بنفسه لوهلة من الزمن يتم تشخيص ذلك من قبل البعض بأنه يعاني من مشكلةٍ ما، وأحياناً قد يؤثر على بعض العلاقات.

مهما كان المرء بطبيعته اجتماعياً يأنس بمخالطة الناس فلابد أن تأتيه تلك المرحلة التي يشتاق فيها إلى نفسه! نعم أن تشتاق لنفسك، وتشتاق لقضاء الوقت وحيداً مع ما تحب، مع فيلمك المدون في الملاحظات، مع أفكارك المتراكمة، مع كراسة رسمك، وأحياناً مع لا شيء فقط بعيدا عن كل ما يحدث حولك لتنطلق في بنات أفكارك.

العزلة بينك وبين أفكارك تأتي بدروس عدة تدرك فيها من أنت وكيف تفكر، تدرك فيها أنك مختلف، أن تحدث لك الأمور فتبادر فوراً بسؤال نفسك أولاً واستشارة نفسك أولاً، التعرف على صوتك الداخلي دون مزجه مع آراء الآخرين عندها ستعلم من أنت حقاً.

كنت قد قرأت سابقاً عن اختلاء الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في غار حراء، حسب ما تتفق عليه القصص أنه كان يختلي شهراً من كل سنة وهو شهر رمضان، كذلك يفعل الصحابةِ أيضاً، لما له أثر كبير في إصلاح أحوالهم والتفكر في خالقهم، لأنهم مؤمنون بأن من ينوي إصلاح مجتمع فعليه أن يبدأ بنفسه أولاً.