باختصار شديد وأرجو ألا يكون مخلا، أود أن أقول إن وزارة التعليم تفتقد العزم والحزم، وبالتالي ضعف الاستطاعة للتطوير فضلا عن التغيير، وأهم من كل ذلك كما هو واضح فإن الوزارة تفتقر لـ«كاريزما القيادة» التي تفرض نفسها على من حولها قوة وحضورا وعملا وفعلا، وفوق ذلك، ولا أريد أن أخوض في النيات التي يخوض فيها البعض، لكن هناك من يصفون كثيرين في الوزارة بأنهم «صحويون قدماء محبون للصحوة!!» ومستترون، ويبرهنون على رأيهم هذا بأن مسرحية «وسطي بلا وسطية!!» لم تكن سوى مناكفة بين متفقين على البيعة مختلفين في تقسيم الكعكة!!، أو في أحسن أحوالها فإنها كانت رشوة للتيار التنويري من الصحوي الدكتور العيسى آنذاك، ورغبة في تنوير هذا التيار التنويري بأنه لا يساوي شيئا أمام التنظيم السروري في القوة والتأثير!!!، أما كتابا معالي الدكتور العيسى عن التعليم العام والجامعي فيرى من سبر مسيرة وسيرة العيسى، أن الكتابين لم يكونا سوى خطوتين في سلم الوصول إلى الوزارة، ويدللون بقوة على رأيهم هذا بأن معاليه، وبعد أن نال المنصب واللقب نسي بصفته المؤلف كما هو معلن للكتابين الرائعين، بل إن كانا كتابيه فعلا فقد تناسى مضمونيهما تماما وكأنه يقول: أبرأ إلى الله منهما!! فإن كان نسي نفسه كتابيه، أو تناساهما، مع أنه كان بإمكانه تطبيق تنظيرهما جزئيا وفق خطة زمنية، لو أنه يريد الإصلاح فعلا، وكان وما زال بإمكانه أن يعمم - على الأقل – ما ورد فيهما من تنظير ومفاهيم راقية وأمثلة سهلة التطبيق!!، لكن الوزير تجاهل كتابيه فتجاهل العاملون في الميدان تعليماته، ومعهم حق، فمن ينسى أو يتجاهل ما يؤمن به فإن لمرؤوسيه حق تجاهل كل ما يصدر عنه، بل وتجاهل وجوده كله، وهم محقون في تجاهلهم له، وهم محقون في كل ما يرفضون أو يقبلون بعد هذا، فهم يحتجون وهم محقون بأن التعليمات والتعاميم الصادرة من الوزير ومن نحو أكثر من عشرين وكيلا للوزارة - بطالة مقنعة - تصدر من برج عاجي لا يعرف طبيعة الميدان، وهذا صحيح تماما، فلم نر وزير التعليم زائرا للمدارس أو الجامعات إلا في مناسبات كبرى وتحت فلاش الكاميرات، ومع التصوير يوصف بعض هذه الزيارات بأنها مفاجئة !! ودعك من الوزير فليس مطلوب منه أن يزور أربعة آلاف مدرسة أو أكثر، وفوقها أكثر من ثلاثين جامعة، وفوقهما مراكز وكليات التدريب المهني والفني، لكن المطلوب من معاليه أحد أمرين:

الأول: أن يعين وكيلا أو نائبا لكل قطاع من القطاعات الأربعة «تعليم البنين، البنات، الجامعات، التدريب المهني والفني» ويرسم مع خبراء مختصين مهام ودور كل نائب ليستعين هو الآخر بمن يسانده للتنفيذ، ويكون الوزير عينا عليا قادرة على الفحص والتصحيح أو الرفع لتعديل الخطط أو الإضافة أو الحذف منها!!، فما الذي يمنع أن يتم أمر كهذا!!؟ لا شيء في نظري يمنع سوى أن العمل الوزاري قيادة وليس إدارة، ووزيرنا المحبوب يعمل مديرا لا قائدا، وأظن من العبث أن يحاول أي أحد في تحويل مدير تنفيذي إلى قائد !!، ولذلك ما لم يصبح رأس الهرم - أي هرم - قائدا فلا تنتظر نجاحا مطلقا!!!، ولا يجوز أن تتوقف هنا لتسخر من حال مستوى تعليمنا بهكذا قيادة أولى وما اختار من قيادات بعده، كما ولا يجوز الضحك هنا، فإن أردت أن تقهقه فتعال واقرأ الأخطاء المتكررة في المناهج سنويا، والوزير ومعاونوه البررة يقولون باعتزاز وفخر إنها أخطاء لا تخرج عن المعدل العالمي !! هكذا أوضحت صحيفة عكاظ على لسان معاليه وبعض منسوبي التعليم الاثنين الماضي!!، ولهذا فامسك بطنك وأنت تضحك، ولا تتوقف عند المناهج ذات الأخطاء المتكررة سنويا، وقل لي ما هو المعدل العالمي للخطأ في القرآن الكريم على الأقل!!!؟ أليست الأخطاء في منهج القرآن فضيحة لا يمكن تبريرها مطلقا!!؟

يا معالي الوزير؛ في المدينة المنورة مطبعة اسمها «مطبعة المصحف الشريف!» أمر بها الملك فهد رحمه الله، ولم نسمع ولم نقرأ عن أي نسبة خطأ في المصحف الشريف، منذ تأسيس المطبعة حتى الآن، فما الذي يحمل وزارتكم الموقرة لتطبع قرآنها من الأول ابتدائي وحتى الجامعة في غير مطبعة المصحف التي لا يأتيها باطل الخطأ مطلقا!!؟

 هل لدى الوزارة أموال فائضة عن الحاجة - مثلا - لا قدر الله!!؟

 معالي الوزير.. مناكفات التيارات دعها لكتاب الصحف ورواد مواقع التواصل من مختلف التيارات الوطنية، وانصرف إلى وزارتك، وداوي عللها إن كنت تستطيع وعندك النية والعزم قبل الاستطاعة!!، وعندنا يا دكتور أحمد مثل قديم في منطقة الباحة، ولعله شائع في مناطق أخرى بألفاظ مختلفة، لكنه عندنا يقال في الأفراح المهمة، التي تكون العرضة عنوانها وأقوى تعابيرها، مثلما أن التعليم أهم أساس للانطلاق نحو غد أفضل!!، المهم أنه كان - أحيانا- يتصدى في العرضة «لنقع الزير!!» من لا يجيد «النقع!!» فيقال له: «وط المناقع فوق الزير وحل!!»، وبالتأكيد حولك يا دكتور زهراني والا غامدي وسيشرح لك المعنى العميق لـ«وط المناقع وحل!!» فوطها وحل!! أريح لك وللتعليم !!.