بعد يومين من ردود الأفعال على الاحتفالات التي شهدتها مدننا وقرانا في اليوم الوطني، والتي استوقفتني بعضها وأحببت أن تشاركوني بها هنا.

في الحقيقة أول ما يلفت النظر غيابه في اليوم الوطني هو المسيرات التي تميز كل الاحتفالات الوطنية في العالم، وأعني بها المسيرة التي تشارك بها الأجهزة الحكومية مثل الدفاع والداخلية والتعليم وحتى القطاع الخاص، عبر تقديم لوحات وعروض تسير في طريق معين مثل الكورنيش في جدة أو التحلية في الرياض، على أن يظهر فيها تراث المدينة أو المنطقة وعروض المدارس والجامعات بأداء طلابها وطالباتها، ويتجمع الناس على جانبي الطريق يحتفلون ويستفيدون، فَلَو كانت هناك مثل هذه التنظيمات لشارك أكبر عدد من الناس في الاحتفال بعكس ما حدث عندما أصبحت الملاعب الرياضية تقريبا التجمع الوحيد بواقع ملعب في كل مدينة، وهذا سبب ازدحام واختناق مروري كبير وحرم العديد من المشاركة.

أيضا لوحظ أن الاحتفالات في معظمها ركزت على نوع واحد وهو الموسيقى والغناء، وظهر الشعر بشكل محدود وباقي الفنون مثل الإنشاد والشيلات والرسم واللوحات الفلكلورية، كما أن نصيب الطفل من العروض، وهي لها عشاقها وبنسبة كبيرة من السعوديين، وكل هؤلاء لا يجوز تجاهلهم.

تأخرت الألعاب النارية لوقت المفترض فيه أن يكون الأطفال في أسرتهم، وهذا حرم الكثير من الأسر من مشاهدتها، فَلَو أنها تبدأ منذ الساعة السابعة مساء أو بعد صلاة المغرب في كل منطقة.

أخيرا لقد قضينا يوما رائعا ووطنيا جدا بفضل أولئك الذين تجاوزوا صيحات وغضب الغلاة والمتشددين، ومنحونا فرحة حقيقية بمقدورهم أن يطوروها ويجعلوها أفضل كل عام.