يقولون والعهدة على الراوي، إن مشرف المادة أقفل جواله وقال لماذا لم ترسلوا الكتب لأراجعها قبل الإجازة؟

فردت المطابع إنه ليس ذنبنا، لقد تأخر تعميدنا من الوكالة، والوكالة تقول تأخرت المنافسة فلم تطرح إلا متأخرة بسبب الإدارة المالية، والإدارة المالية تقول كيف نعطيكم الموافقة ونحن ننتظر موافقة وزارة المالية؟!

هذا ما يحدث كل سنة، وهذا سبب مأساة كتب المناهج السعودية التي تمثل أكبر مسرحية هدر في الوطن كله، بالإضافة لتأخرها وكثرة الأخطاء المأساوية فيها، والتي وصلت حتى الخطأ في حق فخر العالم الإسلامي الملك فيصل طيب الله ثراه.

في الحقيقة أننا كنّا سننجوا فعلا من هذا كله لو أننا نفذنا توصيات خبراء التعليم، واستبدلنا الكتب بالآيباد، واستلمه كل طالب في بداية مرحلته، وتصبح مهمة ولي الأمر أن يحرص وابنه على جهاز الآيباد المدرسي.

تصور عزيزي القارئ أن هذه الأخطاء حدثت والطلاب معهم آيباد وليس كتابا ماذا ستفعل الوزارة؟ سيدخل المسؤول ويغير الصورة ثم يطلب من جميع الطلاب عمل تحديث دون أن نخسر ملايين ووقتا وجهدا نحن في غنى عنه، لكن نحن قوم نحب أن ننفق المال غير المسترجع، ونتفرج كل سنة على الملايين تمزق في الشوارع دون حتى إعادة تدوير.

من جانب آخر لمسنا الكثير خلال الأيام الماضية بعد حادثة الصورة تجعل من الواجب على القيادات التعليمية في رأس الهرم بدءا من الوزير مراجعة مواقفها والبحث عن شعرة معاوية مع المعلمين.

إن هذا الفرح وتلك الشماتة مؤشر خطير يدل أنهم في الميدان لن ينفذوا تطلعات وخطط معالي الوزير، وسيقفون لها بالمرصاد، وستزيد مقاومتهم مما يقلل فرص نجاح هذا الوزير في وقت يحتاجه بشدة.

بالطبع ليس هناك عصا سحرية تغير مواقفهم، لكن هناك برامج تعد لتحسين علاقة الموظفين بقائدهم، ويجب أن تكون من أولويات معالي الوزير، فهذا الجو المشحون وهذه العلاقة التي تكاد تكون أودية من الكراهية لن تقدم لنا ما نريده ويعدنا الوزير بتحقيقه.

لذا نتمنى ألا يقلل من هم في المستويات العليا في الوزارة من هذه المشكلة التي يواجهونها قبل أن يصبح الحل الوحيد هو تغيير القيادات.