ربما لم يلحظ بعضنا أننا في عام 1438، لم نحتفل باليوم الوطني بالشكل المرضي، والسبب من وجهة نظري، هو أن اليوم الوطني السابق صادف يوم الجمعة 22 ذي الحجة 1437، واليوم الوطني الحالي صادف يوم أمس السبت 3 محرم 1439هـ، وهذا مصدر تفاؤلي، في أن الخير في هذا العام سيتضاعف بأمر الله، خاصة أن كل المؤشرات والتباشير تشير إلى ذلك..
ذكرى اليوم الوطني تجدد في الأذهان كيف سجل التاريخ مَولد المملكة العربية السعودية، بعد ملحمة بطولية خارقة قادها الوالد المؤسس، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، فعلى مدى اثنين وثلاثين عاماً تمكن بقدرة الله تعالى، من تجميع شتات البلاد والعباد، ليشهد التاريخ في 17 جمادى الأولى 1351، صدور المرسوم الملكي القاضي بتوحيد البلاد في اسم واحد هو المملكة العربية السعودية، وكانت البلاد قبلها تسمى «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها»، وكان لقب قائدها هو «ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها»..
كان إعلان توحيد المملكة هنا في مكة المكرمة مميزا؛ إذ أقيم حفل بهيج، خطب فيه الأمير فيصل بن عبدالعزيز، النائب العام لجلالة الملك، قائلا: «إنني لا أستطيع أن أعبر لكم عما يخالج نفسي من الغبطة والفرح والسرور في هذا اليوم الذي منّ الله به علينا، وعلى هذه الأمة العربية المسلمة بالتوحيد ضمن مملكة واحدة، وزوال جميع الفوارق بين أبنائها، وإني أبلغكم شكر جلالة الملك المعظم نزولاً عند رغبة الأمة، وأصدر أمره العالي بالموافقة على ما رأيتموه من جعل اسم المملكة هذه: «المملكة العربية السعودية» بدلاً من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها»..
منذ ذلك التاريخ، والفرحة بتوحيد المملكة تتجدد، وفي السنة الحالية يجب أن تتضاعف، ويجب أن يكون الأمل بلا حدود، ويجب أن نكون مواكبين للرؤى الجديدة، والخطط الحديثة، والنقلات النوعية المنتظرة، ويجب أن تكون «السماء هي الحد الأقصى للطموحات»، كما قال سمو ولي العهد، يحفظه الله، في مقابلته الشهيرة مع صحيفة «واشنطن بوست» في رجب الماضي..
رحم الله والدنا المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز، رحمة واسعة، ورحم الله مَن تقدم مِن أبنائه الملوك، وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بحفظه، وسدّد سمو ولي عهده الأمين، وهيأ لهما الصادقين والمخلصين، ومحبي الأمانة والعدل، وحفظ مملكتنا الغالية من محترفي الكيد، والمكر، والخداع.