أربعة عقود -قد تزيد- وأبناء ألمع الجنوب «حسوة» تطرب آذانهم للحوار، وأحيانا تتجاوز معاناتهم للجدلية حول مشروع عقبة القرون المبتدئ من مركز السودة مرورا بالشرفة، ثم جبل قيس وقارية بني جونة، ثم جبل صلب حتى يصل إلى ساحل البحر الأحمر.

اليوم، التقط ناظري خبر اعتماد تصميم مشروع عقبة القرون من جديد، وقد أشبعه المداخلون نقاشا بين التفاؤل بتحقيقه، والخوف من هدر فرحتهم، وحراك النخبة في طرح الأمر تجاوز لاستحضار براهين ووثائق تفيد بأن اعتماد مشروع طريق القرون صدر منذ عام 1402، ولا أعلم سببا تدفع به وزارة النقل لتقنع أبناء ألمع بتأخر تنفيذ مشروع عقبة القرون.

ما أوقف استمرار فرحة أبناء حسوة، أن هنالك محاولة تعديل مسار الطريق لمواقع أخرى هي أفضل حالا من مواقع تنتظر المشروع حاليا، وأنا هنا لا أرفض فكرة كل من له رغبة في وصول المشروع إلى موقعه، ذلك حق لكل مواطن، أن يبحث عن الأفضل. لكن ما أرفضه أن تغتال فرحة أبناء حسوة، والتى استمر انتظارها أربعين عاما باختصار المشروع لموقع معلوم يحرم غالبية ألمع الاستفادة منه.

قد لا يكون ما قرأته صحيحا حول محاولة تعديل مسار الطريق، لكن ما أعلمه يقينا أن معاناة الأربعين عاما جديرة أن تتقدم كل الرغبات، وإن كان لرغبة أحد بقاء بعد اكتمال المشروع فله أحقية الارتباط بالمشروع الذي انتظره أهالي تهامة قاطبة أكثر من 40 سنة.

اليوم، أرى أن الفرج بدأ يلوح بتحقيق الأمنيات، وبقي للعقل إدراك أن رحلة الأحلام والأربعين عاما تسبق كل الرغبات.

تحقيقا للإنصاف، وجدت هنا مساحة لأفضلية المعاناة، ويقينا أن كل إدراك منصف يقف تضامنا مع تحقيق التنفيذ، وفق مسار الامتداد الخدمي لكل أبناء ألمع، ثم تليها أحقية كل مواطن في ربط موقعه بمشروع يعلم الجميع أنه فرج يحل معاناة السنوات الماضية.