استبعد خبراء طقس التوقعات المتداولة حول ارتفاع درجات الحرارة في المملكة خلال الأيام المقبلة، وأنها قد تسجل مستويات قياسية تصل إلى 50 درجة مئوية، معتبرين تلك التوقعات مبالغ فيها وغير واقعية، خصوصا أننا على أعتاب فصل الخريف، وتوقع الباحث في الظواهر المناخية وعضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة زياد الجهني، بأن تبكر المنخفضات الجوية هذا الموسم مما ينبئ بأن تشهد المنطقة العربية شتاء مبكرا شديد البرودة.
تضارب التوقعات
شدد خبير الطقس عبدالعزيز الحصيني، على وجود تضارب في توقعات المهتمين بالطقس حيث يذهب البعض إلى أن موجة الحر المقبلة هي الأشد هذا العام، وأن الأجواء ستكون حارة في النهار، فيما يقول آخرون إن الحر انتهى، وتوقع الحصيني أن ينتهي الحر بدخول الصرفة في 13 /1 /1439.
منخفضات ممطرة
أكد زياد الجهني، اقتراب نهاية الصيف فلكيا لهذا العام 2017، والذي تبقى له 15 يوما تقريبا، متوقعا أن تنخفض درجات الحرارة خصوصا ليلا، لتصل حول العشرين درجة في شمال البلاد، وتعتدل نهارا ولا تتجاوز الثلاثين درجة، وتسجل المنخفضات الممطرة تقدما كبيرا نحو شمال إفريقيا عابرة حوض البحر المتوسط لتصل إلى الجزيرة العربية معلنة بداية موسم الأمطار والخيرات.
وأضاف: ما تم تداوله عن موجة حارة غير مسبوقة يعد أمرا مبالغا فيه نوع ما خصوصا أننا على أعتاب الخريف، ومن المتوقع أن ينصرف الحر قريبا وتبدأ الرياح الباردة بالنشاط على منطقتنا، ولا يستبعد أن تبكر المنخفضات الجوية هذا الموسم خصوصا أن النماذج المناخية تتوقع شتاء مبكرا وقارسا.
عدم استقرار
لفت الجهني إلى أن ظاهرة الاعتدال الخريفي وتساوي الليل والنهار توافق يوم 23 سبتمبر وهي الانطلاقة الفعلية لفصل الخريف، ومن بعدها يُصبح الليل أطول من النهار في القسم الشمالي من الكرة الأرضية ويستمر الفرق تصاعديا حتى يصبح الليل أطول ما يكون بداية الشتاء في ديسمبر.
وزاد: يُعد الخريف فترة انتقالية تتغيّر فيها الأجواء ويزداد اضطرابها على العديد من الدول في القسم الشمالي من الكرة الأرضيّة فنجدها تشتد على أوروبا بداية الخريف ثم تنتقل تدريجيا نحو المنطقة العربية، حيثُ يزداد تعمق وتوغل الهواء البارد من الشمال نحو الجنوب مما يولّد حالات عدم استقرار جوي يبدأ على إثرها موسم الأمطار ويترافق معها انخفاض واضح في درجات الحرارة من مستوياتها العالية فوق الأربعين نحو مستويات أكثر اعتدالا حول العشرين وسوف يكون دخول الخريف فعليا 15 / 12 / 1438، وفلكيا 3 / 1 / 1439، بينما الوسم 26 /1 /39، ومربعانية الشتاء 19 / 3 /39، وهي بداية الشتاء وموجات البرد.
معطيات متوقعة
أشار الجهني إلى أن فصل الخريف في مناطقنا العربية هو فصل انصراف الحرارة والانتقال للبرودة وتعود فيه الخيرات والأمطار على الجزيرة العربية، وتبدأ الخيرات من شمال المملكة وشمال غربها ثم تتعمق شيئا فشيئا حتى تصل للمناطق الداخلية وعند البحث والإمعان في المعطيات المتوقعة للفترة القادمة نجدها مبشرة نوعا ما، مما يدعو للتفاؤل خلال موسمنا المطري المنتظر والذي يفصلنا عنه أيام معدودة «أقّل من شهر».