تتوالى أفراحنا في هذا الوطن المبارك وتعود أعيادنا، بحمد الله وفضله ثم بحكمة وحنكة قيادتنا الحكيمة، فكل عام نحن بخير ورغد، فرح نسعد به وفرح نستعيد ذكراه، وتلك نعمٌ تستحق الشكر. والشكر- علمنا- يديم النعم فلله الحمد والشكر، ولولي أمرنا خادم الحرمين الشريف وولي عهده الأمين الثناء بصالح العمل وعظيم السعي من أجل دوام أمننا واستقرارنا، لتزداد أفراحنا وتزهو أرواحنا فخرا بهذا الوطن العظيم وقيادته.

أما الشعب السعودي، فشعب وفيّ، تعلم من قيادته الوفاء، فلقن العالم دروسا لا تنسى؛ في الوعي الوطني والولاء للقيادة، التي تعمل من أجل رفعة الوطن ورقية، واستقرار المواطن وأمنه. ولأن الشعب السعودي شعب نبيل، فقد أضرب عن سماع كل ناعق ينعق بالسوء، ولم يلق بالا لكائد متربص أو حاقد مندس يحاول ما وسعه السعي أن يسحب بساط النعمة ويشعل حرائق الفتنة.

لقد أثبت الشعب السعودي، عبر كثير من المواقف ثقته بقيادته، يظهر ذلك في كل مرة يجتهد فيها المرجفون الحاقدون، ببث سمومهم عبر مواقع التواصل ووسائط التقنية، فِعل الشياطين المردة، لكنهم لا يجدون في كل مرة يوسوسون فيها إلا شواظا من نار اللحمة الوطنية يكوي قلوبهم وصدورهم، فالمواطن السعودي حريص على رفعة وطنه وازدهاره، وهذا ما لا يفهمه خونة الأوطان، ودعاة الفتن.

واليوم، يحتفل الشعب الوفي وقيادته الشجاعة بانتصاراتهم المتتالية وسعودهم المتوالي، بما يغيظ الحاقدين، فبعد نجاح موسم حج هذا العام 1438، وبعد الاحتفال ببطلان دعاوى المغرضين المحرضين على الإضراب والتخريب، جاء الوقت لنحتفل بيومنا الوطني المجيد، أعاده الله علينا؛ قيادة وشعبا بالأفراح. نحتفل بيومنا الوطني في ظروف استثنائية، إذ يموج العالم من حولنا بالمحن والفتن المتلاطمه، لكن الله يختص برحمته من يشاء، فله الحمد والفضل على شمول الرحمة.

ولا شك أن الجزاء من جنس العمل، وهذا ما نجده في أنفسنا ووطننا من الوفاء والأمن والرخاء، فالمملكة قبلة المسلمين، وهي الأم الرؤوم التي يلجأ إليها كل قُطر يشعر بالألم، مادًا يده إلى كف تصافح الجميع وتغدق الخير بغير حساب، هذا ما وجده المواطن في وطنه وقيادته، وما تعلمه في مدرسة عظيمة، اسمها (المملكة العربية السعودية)، لا يدرس الوفاء والسخاء والعطاء إلا على ترابها ورقعتها الجغرافية.

ولأن المواطن السعودي عربي سخي، ولد في بلد خير يمد اليد للجميع، ويفي للجميع بحق الجوار والأخوة والصداقة، فقد تعلم أن يكون أنموذجا في كل تلك الخصال، وسفيرا يترجمها عن وطنه، وينقلها للعالم بالصوت والصورة، ليشهد المحب والمعادي جميعا ما يملكه هذا الشعب العظيم من الوعي والحكمة وسداد الرأي. ولا عجب بعد ذلك أن نخرج من عيد إلى عيد، ومن فرح إلى فرح.

وفي هذا اليوم المجيد الأغر سنحتفل جميعا، ونرفع راية المملكة عالية خفاقة، وسنزداد ثقة بولاة أمرنا- أيدهم الله- حتى يعلم المرجفون جميعا أن لا مكان لهم بيننا، وأننا بُرَآء منهم؛ ولو كانوا آباءنا أو أبناءنا أو عشيرتنا. ويتأكد لدى قليل الوطنية من أعدائنا أن الوطن عندنا لا يقدر بثمن، وأننا جنود مجندون لأمنه واستقراره؛ نعمل كل في مجاله لحفظ هذا الوطن وحمايته من أطماع الطامعين الذين يغيظهم ما نحن فيه من النعم.