استمرار «تنظيم الحمدين!» بواجهته التميمية في حكم قطر أصبح مستحيلا، فلم يعد مقبولا في محيطه الخليجي، ولا العربي، ولا المجتمع الدولي، والأعمال الإرهابية التي حدثت منذ أيام في لندن بتدبير ودعم من تنظيم الحمدين زادت المجتمع الدولي قناعة بأن هذا التنظيم يمثل خطرا عالميا، فهو لم يعد داعما للإرهاب فقط، بل جعل من الدوحة مركزا وغرفة عمليات للتآمر والإرهاب، وبالتالي فلا مانع لدى المجتمع الدولي المتضرر من اجتثاثه!!.
البيان الذي أصدره الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني «أمير قطر الجديد العريق!» أول من أمس، حظي بقبول قطري، سواء من أفراد الأسرة الحاكمة، أو من وجهاء قطر، وموقف تنظيم الحمدين المؤسف من قبيلة آل مرة جعل بيان الشيخ عبدالله آل ثاني أكثر قبولا في داخل قطر، وهذا هو الأهم، إضافة إلى ما يحظى به الشيخ عبدالله من مكانة وترحيب ودعم وقبول لدى الرياض والمنامة وأبو ظبي والقاهرة وغالبا الكويت ومسقط، وغالبية العواصم العربية، كل هذا جعل بيان الشيخ عبدالله آل ثاني يلقى زخما عربيا، ومن المتوقع أن يلقى زخما دوليا أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن خلال اللقاءات الجانبية بين زعماء دول العالم، وبين زعماء ووزراء خارجية دول المقاطعة العربية الأربع، وعدد كبير من نظرائهم العرب خاصة المتضريين من تنظيم الحمدين أمثال تونس وليبيا وموريتانيا وغيرها!.
الاجتماع الذي دعا له الشيخ عبدالله آل ثاني، أتوقعه خلال أيام معدودة، وسيكون حاسما وناجزا في إنهاء مسرحية تنظيم الحمدين، فالاجتماع سيكون لأفراد الأسرة الحاكمة في قطر، ووجهاء ورموز الشعب القطري، والجميع - كما هو واضح - أصبحوا على قناعة تامة بأن استمرار تنظيم الحمدين بواجهته التميمية، أصبح عبئا على قطر والقطريين وعلى دول الخليج العربية بالدرجة الأولى، وعلى المحيط العربي، والأصدقاء في العالم، ولا بد من التخلص منه بأي طريقة تضمن الحفاظ على دولة قطر كيانا وشعبا!!.
الاجتماع - كما قلت - سيكون حاسما وناجزا، فيما يتعلق بتفاصيل مستقبل النظام والحكم الجديد في دولة قطر، أما قرار التغيير والتخلص من تنظيم الحمدين وواجهته المزيفة فقد اتخذ، كما هو واضح من سياق الأحداث، ولا مناص من تنفيذه!!.
يبقى السؤال كيف سيتم التنفيذ ومتى!!؟ فأما متى فلا أتوقع أن يتأخر التغيير أكثر من أسابيع معدودة على أبعد تقدير!!، وأما كيف فإن للأسر الحاكمة في الخليج من القدرات والإمكانات والدعم ما يمكِّن كلا منها من بتر أي عضو فاسد قبل أن يستفحل أذاه وفساده وضرره إلى كيان الأسرة الحاكمة كلها، وبالتالي للوطن الذي تحكمه!!، الشرعية في دول الخليج تبدأ من داخل الأسر الحاكمة نفسها، التي تعرف الأصلح من أفرادها للحكم، ثم من شعوبها التي وجدت في هذه الأسر صمام الأمان لأمنها واستقرارها ونهضتها ورخائها، والشعوب الخليجية كلها تدرك أن لا بديل مطلقا في مستقبلها المنظور لهذه الأسر الحاكمة، الحكيمة في تعاملها مع الشعوب، الواعية لأساليب التعامل مع الكل، وخاصة مع أفرادها الذين تتلبسهم حالات من جنون العظمة والعبث، كالذي اعترى تنظيم الحمدين في قطر!!.
الأسر الحاكمة في دول الخليج، وعلى رأسها وفي مقدمتها أسرة آل سعود، ليست متهورة ولا دموية ولا مستعجلة، فهي تمد حبال الصبر والثقة وإعطاء الفرصة تلو الفرصة، لكنها إذا نفذ الصبر، وسقطت الثقة، ويئست من صلاح من تريد صلاحه، فإنها تضرب ضربتها القاضية، وهذا ما سيحدث لتنظيم الحمدين المتمادي في التآمر والغي والغرور!!.
التآمر على المملكة العربية السعودية كارثة لن يغفرها التاريخ ولا الناس، لمن يفكر فيها مجرد تفكير، ناهيك عن الشروع في تنفيذها، أو وضع الخطط لتنفيذها، وهذا ما جهله تنظيم الحمدين طيلة عقدين كاملين!!، ولم يدرك أنه كناطح صخرة....!!، أو كلاعب بنار سيكون هو أول ضحاياها!!.
حمى آل سعود خط أحمر قاتل!!، والتاريخ والحاضر خير شاهد!!.