في تغريدة قصيرة ما قبل الأمس، يقول المفكر والأستاذ الجامعي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي إن علينا حكاماً ومحكومين في داخل مجلس التعاون أن نجتهد لحل الأزمة بأقصى سرعة، حتى نتمكن من عقد القمة الخليجية في ديسمبر القادم. شخصياً، أقدر له ولغيره هذا الحرص والاهتمام رغم تحفظي على أن تكون بروتوكولات القمم هي الهدف. ومع هذا سأكتب له ولغيره، ومن الإعلام القطري، ومن ألسنة ساسة الدوحة ما لم يكتبه سعودي خلال هذه الأزمة. ودعني أكتب إليهم، بالبلدي المباشر، وهم من اعتاد اللغة المقعرة المحنطة من قاموس عزمي بشارة. هم يقولون بلغة واضحة إنهم مستأنسون ومبسوطون ومتكيفون مع الوضع. هم يقولون إن قطر باتت أقوى وأفضل من وضعها السابق بعد مئة يوم من الحصار. هم يقولون إن الدول الأربع المقاطعة أرادت حصار قطر لكن هذه الدول اكتشفت أنها من أصبح تحت الحصار بعد ثلاثة أشهر من الأزمة. هم يقولون، وعبر الجزيرة، كل يوم إن الاقتصاد القطري يسجل نمواً مضاعفاً في النسبة عند المقارنة بذات الأشهر من السنة الماضية، وإن نسبة التضخم هبطت إلى النصف. هم يقولون إن أسعار السلع قد انخفضت بمقدار الربع، وهم يقولون إن حجم الودائع في البنوك القطرية قد ارتفع بنسبة 30% عند المقارنة بذات الفترة من العام الماضي. هم يقولون يا أخي، إن حجم الإقبال على الخطوط القطرية قد ازداد هذا الصيف بنسبة 13% عن الصيف الفائت، وذات الخبر يقول، إن هذا ما يستدعي بناء صالة جديدة في مطار الدوحة. وعندما أستمع إلى كل هذا «الهياط» القطري يداخلني الشك أن قناة الجزيرة تبث من سنغافورة لا من الدوحة. خذ من خلاصة هذا «الهياط» آخر خبر على قناة «العربي»، وهي «الإستبن» الرديف للجزيرة من أن فنادق الدوحة خلال المئة يوم الأخيرة قد وصلت إلى أعلى معدل حجوزات قياسية. وبالطبع، فإن أطرف عجوز مصابة بداء الخرف في خليجنا الحبيب تعرف أن كل ما يقولونه خراط في خراط، ولكن أخي عبدالله: الجماعة يقولون إنهم مبسوطون ومرتاحون خصوصاً وهم يشاهدوننا نحن تحت الحصار، وطالما طاب بهم الحال على هذا الوضع فسأقول لهم: حتى نحن لسنا مستعجلين. نحن نطمئن عليكم ونتابع أخباركم المفرحة السارة من خلال قنواتكم ومؤتمرات ساستكم. دمتم بألف خير.