الذي شاهد وزير التعليم وهو يزور إحدى المدارس في الرياض -وهو لا يعرفه سابقا- يدرك أنه أمام ولي أمر وأب حقيقي قبل أن يكون وزيرا.. يهمه تفقد أحوال أبنائه، ومهتم بتطور وتطوير البيئة التعليمية وسير الدراسة فيها وتوفير الظروف الداعمة لها.

هذه أمور خارج دائرة التشكيك، لكن ثمة ملاحظات يعجز العاملون في الميدان أن يتجاوزوها..

النقطة الأولى هي المباني المستأجرة.. التي استحوذت على نسبة كبيرة من تصريحات ووعود مسؤولي الوزارة على مدى الـ15 عاما الماضية.. ولو كانت زيارة الوزير هذا الأسبوع لمدرسة في مبنى مستأجر لكانت الزيارة ذات أثر إيجابي، وحققت صدى إيجابيا، وأوصلت رسالة للمجتمع بأن الوزير يشعر بحالة مئات الآلاف من الطلبة والطالبات الذين يدرسون في «المقلط» و«المطبخ» وسيمارسون ساعة النشاط الجديدة في «حوش الرجال»!

المدارس النموذجية ليست مقياسا لتطور التعليم.. مؤكد أنك ستشاهد فيها ما يسرك؛ الخطوة الصحيحة كانت باتجاه مبانٍ مستأجرة، هناك تقف وتقول: «نحن أمام تحدٍّ حقيقي للتخلص من هذه المباني وتوفير مبانٍ ملائمة»، ثم تركب سيارتك وتعود لمكتبك.. هنا تحديدا يقف معك الميدان ويساندك و.. يعذرك!

النقطة الثانية: هي التصريحات والعبارات التي يطلقها مسؤولو الوزارة، وعلى رأسهم الوزير نفسه، مثل هذه العبارات لا تحل مشكلة ولا تسرع في حلها، بل تزيد من الفجوة بين الوزارة والميدان.. فإن كانت الوزارة غير معنية أو غير قادرة على حل المشكلة فليس أنسب من قول المتنبي: «فليسعد النطق إن لم يسعد الحال»!

هل يعني هذا أننا نبرر للوزير.. هل يعني ما سبق إعفاء الوزير ومسؤولين من المسؤولية.. إطلاقا لا.. فالوزارة تتحمل مسؤولية أخرى أهم.. غدا نكمل.