الكنيس هو اسم المعبد اليهودي يُقال له بالعبرية «بيت هكنيست» أي «بيت الاجتماع»، ويُسمَّى أيضاً «بيت هاتيفلاه»، أي «بيت الصلاة» أو «بيت هامدراش»، أي «بيت الدراسة». وتعكس الأسماء الثلاثة بعض الوظائف التي كان المعبد يؤديها. ويبلغ عدد الكنس في إسرائيل في الوقت الحاضر أكثر من 6000 كنيس، تمولها جميعاً وزارة الشؤون الدينية. ومعظم المعابد أرثوذكسية، وهناك معابد قليلة تتبع المذهبين الإصلاحي والمحافظ.
ويوجد أكثر من 100 كنيس يهودي يطوق المسجد الأقصى المبارك من جهاته الأربع، خاصة داخل البلدة القديمة بالقدس، ومنها:
كنيس المدرسة التنكزية الواقع على سور المسجد الأقصى الغربي الملتصق مباشرة بحائط البراق، وطابقه السفلي كنيس كبير، أما العلوي فهناك مسجد استولي عليه ليكون كنيساً يهودياً، فيما المشكلة الأكبر في السقف، حيث وضعت إسرائيل مخططاً لإقامة أكبر كنيس في العالم تحت اسم «نور يوروشلايم».
كنيس هحوربا (كنيس الخراب) المقام على جزء من المسجد العمري الكبير «مسجد عبد الله بن عمر» في حارة الشرف المصادرة إلى الجنوب الغربي من الأقصى، والتي يسميها حاليا الصهاينة «حارة اليهود».
كنيس «أوهل يتسحاق»، أي خيمة إسحاق، المقام على أرض وقف حمام العين في حي الواد غربي الأقصى.
الكنيس المركزي في القدس: مخصص لليهود الأرثوذوكس بقيادة الحاخام زالمان درك الذي توفي في 11/ 12 /2009. وحل محله الحاخام الحالي دافيد م. فولد. وتعود فكرة بناء الكنيس إلى العام 1923 للحاخام الأكبر لإسرائيل أبراهام كوك ويعقوب مئير.
ويوجد أربع كنس للسفارديم في القدس. كما أن الأنفاق التي توجد تحت المسجد الأقصى وفي مناطق مختلفة حوله من البلدة القديمة، تحتوي جوانبها على كنس صغيرة لأداء الطقوس، والهدف إعطاء انطباع بأن القدس مدينة أثرية يهودية منذ الأزل، وإضافة إلى الكنس هناك المدارس الدينية التلمودية المقامة حول المسجد الأقصى.
وتم تحويل مسجد القلعة، أحد المقدسات التاريخية القديمة جدا، إلى كنيس يهودي، وإقامة ما يسمى بشمعدان «المعبد» أو «الهيكل»، على بعد أمتار من حائط البراق.
وفي جنوب المسجد الأقصى افتتح إيهود باراك، رئيس الحكومة الأسبق، مدرجا يوصل إلى الباب الثلاثي المغلق، أحد أبواب المسجد الأقصى، كما تم افتتاح درج آخر يوصل إلى الباب المزدوج المغلق، وهو أيضا أحد أبواب المسجد الأقصى في جهة الجنوب. وهذه المدرجات هي عبارة عن خطوة من خطوات تنفيذ مخطط «قيدم يروشالايم – القدس أولا» لتهويد محيط المسجد الأقصى، حيث يخطط لافتتاح هذه الأبواب المغلقة لتحويل المصلى المرواني ومصلى الأقصى القديم إلى كنس يهودية.
ويقام شرق المسجد الأقصى وشماله عدد من الكنس اليهودية في منطقة رأس العامود وجبل الطور وحي الشيخ جراح. وفي «حارة النصارى» يقام أيضا كنس. وثمة حديث عن مخطط لإقامة نفق أرضي وقطار أرضي يصل إلى ساحة البراق وتحت بيوت القدس القديمة.
ومن أسماء الكنس في القدس: كنيس «هكوتل هقتان» بمعنى المبكى الصغير؛ كنيس «أوهيل بنتسيون»؛ كنيس «إيجود لوحامي يروشالايم» – كنيس نقابة محاربي أورشاليم؛ كنيس «ييشيفات عطيرت كوهنيم» أو «عطيرت يروشالايم»؛ كنيس «ييشيفات حازون يحزقائيل» – شارع الواد؛ كنيس «ييشيفات إيدرت إلياهو» – «ساحة جيليتسا»؛ كنيس «ييشيفات ساحة يعقوب هيرشنزون»؛ كنيس «ييشيفات شوفو بانيم»؛ كنيس «هموجرابيم» – كنيس المغاربة؛ كنيس «مناحيم تسيون» حارة الشرف؛ كنيس «الرمبان» حارة الشرف؛ كنيس «ييشيفات برخات تواره»؛ كنيس «مدراش سفارادي»؛ كنيس «ييشيفات هتفوتسوت«؛ كنيس «ييشيفات بورات يوسف».
ومؤخراً، افتتح وزراء وأعضاء من الكنيست وحاخامات من اليهود المتطرفين، كنيسا يهوديا في حي بطن الهوى في «عقار أبو ناب» داخل بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وعقار عائلة أبو ناب عام 2015، وهو عبارة عن خمس شقق سكنية. ويعتبر هذا البناء ذا طابع مميز بقبابه، حيث تدعي الجمعيات الاستيطانية أن العقار كان في أواخر القرن التاسع عشر عبارة عن كنيس ليهود اليمن، وبدأت المطالبة بإخلاء العقار منذ عام 2004، علما بأن العقار يقع ضمن مخطط «عطيرت كوهنيم» الجمعية اليهودية المتطرفة للسيطرة على خمسة دونمات و200 متر مربع من حي «بطن الهوى»، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.
وتقام في الكنس صلوات، وتدعى الصلاة اليهودية «تفيلاه» بالعبرية، وكانت تعني في أصلها «الإرهاق» أو «تعذيب الذات وإظهار الخضوع». والصلاة أهم الشعائر التي تُقام في الكنيس.
ولا يزال مضمون الصلوات خاضعاً للتغيير حسب التغيرات السياسية والأحداث التاريخية. وتُعَدُّ الصلاة واجبة على اليهودي الذكر لأنها بديل للقربان الذي كان يُقدَّم للإله أيام الهيكل، وعلى اليهودي أن يُداوم على الصلاة إلى أن يُعاد بناء الهيكــل، وعليــه أن يبتهـل إلى الإله لتحقيق ذلك. أما عدد الصلوات الواجبة عليه فهي ثلاث صلوات كل يوم.
وتوزع الكنس أسبوعيا نشرات على روادها في مختلف أنحاء إسرائيل. تتضمن فقرات من التوراة وتفاسير لقضية الأسبوع الدينية، كما هو وارد في كتب التفاسير المعتمدة من قبل الكنس، ومواقف لقضايا اجتماعية وسياسية جارية أسبوعيا ضمن النقاش في إسرائيل. وتعكس هذه النشرات خطا متدينا صهيونيا أو يهوديا متطرفا يرفض وجود الآخر، وينادي بترحيل العرب الفلسطينيين من وطنهم.
ولا يمكن اعتبار عدد المعابد مؤشراً على معدلات التدين. فأحياناً يزداد عدد المعابد لا بسبب تزايد تَمسُّك أعضاء الجماعة اليهودية بعقيدتهم، وإنما بسبب انقسامهم إلى جماعات إثنية متناحرة يرفض أعضاؤها أن يقيموا الصلاة إلى جوار بعضهم بعضاً. وبناء المعبد في مثل هذه الحالة، ليس تعبيراً عن التقوى وإنما تعبير عن الرغبة في الاحتفاظ بالهوية الإثنية، وتعويم ما يمكن تسميته «الاستيطان الكنسي» في القدس.