أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لإعمار وإعادة البنية التحتية في المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين في إطار حرص المملكة على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، سعد الحديثي لـ«الوطن» خلال الأسابيع الماضية: «شهدت العلاقة بين بغداد والرياض تطورا ملحوظا، تمثل في تشكيل لجان تنسيقية مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي، وأبدى الجانب السعودي استعداده لإعمار معبر جميمة في محافظة المثنى لتنشيط حركة التجارة».
المعابر الحدودية
أوضح الحديثي أن المسؤولين عن المعابر الحدودية في كلا البلدين: «عقدوا سلسلة اجتماعات تناولت الجوانب الفنية لاستخدام المعابر لأغراض التبادل التجاري بين البلدين»، وكانت الحكومة العراقية كلفت وزير الداخلية قاسم الأعرجي برئاسة اللجنة التنسيقية العراقية لتعمل مع نظيرتها السعودية على وضع آليات العمل المشترك.
وأكد الحديثي: «اللجنة العراقية ضمت وزراء الداخلية والصناعة والتجارة ومسؤولين من هيئة الاستثمار واتحاد الصناعات وشركة الخطوط الجوية وغرفة التجارة، وكلفت بمهمة التنسيق مع الجانب السعودي والقيام بزيارات متبادلة»، لافتا إلى أن المملكة: «أبدت رغبتها في إعادة البنية التحتية المدمرة في المناطق المحررة بمحافظتي الأنبار ونينوى، وتوسيع تمثيلها الدبلوماسي في بغداد بإرسال سفيرها في أقرب وقت ممكن».
تسهيل الإجراءات
قال الحديثي إن الحكومة: «وجهت هيئة الاستثمار ببذل المزيد من الجهود لتشجيع رجال الأعمال السعوديين على إقامة مشاريع استثمارية في العراق من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية وإعطائهم أفضلية لتنفيذ مشاريعهم المتعلقة بإعادة البنية التحتية، وإعادة الخدمات الأساسية في المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش».
تعاون أمني
أكد الحديثي حرص العراق والسعودية على إنشاء مركز أمني مشترك لتبادل المعلومات، والحد من نشاط الجماعات الإرهابية: «خلال الزيارة الأخيرة لرئيس هيئة أركان الجيش السعودي الفريق الأول الركن عبدالرحمن بن صالح ولقائه مع نظيره العراقي تم الاتفاق على إنشاء مركز أمني مشترك لتبادل المعلومات لملاحقة عناصر الجماعات المسلحة، وتشديد الإجراءات في المعابر الحدودية لمنع دخول المتسللين إلى كلا البلدين». وأشار الحديثي إلى أن الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الأمني: «ستسهم في ضمان استقرار أمن المنطقة».
إعمار الموصل القديمة
أبدت شركات سعودية وإماراتية رغبتها في إعادة إعمار مدينة الموصل القديمة المدمرة بالكامل جراء العمليات العسكرية الأخيرة، وقال المسؤول في دائرة آثار نينوى رعد جاسم لـ«الوطن» إن الحكومة الاتحادية: «عاجزة عن إعمار المدينة القديمة في الموصل بسبب الأزمة المالية الحالية، لكنها أبدت استجابتها لدعوات إماراتية وسعودية لإعمارها مع الحفاظ على طرازها القديم وهويتها المعمارية»، موضحا أن بدء العمل بتنفيذ المشروع: «سيتم بعد إزالة المخالفات الحربية والألغام والعبوات الناسفة، ومن المرجح إنجاز العمل بسقف زمني لا يتجاوز السنتين».