تكشف تدوينات عدد من الرحالة الأجانب، والعرب، التي سجلوها قبل أكثر من ثمانية عقود في كُتب «أدب الرحلات»، جوانب كثيرة عن واقع الحج وتحولاته. إضافة إلى احتواء مضامين بعضها الحديث عن شخصية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رجمه الله - واهتمامه بالحج والحجاج، حيث التقاه بعضهم في مكة المكرمة والرياض، وقدموا وصفًا دقيقًا لمكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة.


12 ليلة لرحلة المدينة


«الحاج عبدالماجد زين الدين» ضابط شؤون الحجاج الملاويين في الربع الأول من القرن العشرين، وصف معاناة رحلة الحج في ذلك الزمن من أمراض، وخوف، وفوضى تنظيم إدارة الحج، وطول السفر ما بين جدة حيث الميناء، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة.  قال زين الدين في قصته التي رُصدت ضمن موسوعة الحج والحرمين الشريفين لدارة الملك عبدالعزيز: إن رحلة الحج في ذلك العهد تبدأ من لحظة المغادرة من ميناء جدة إلى مكة المكرمة، تستغرق ليلتين عن طريق قوافل الإبل، ويوضع على ظهر كل جمل (سرج خشبي) محشو بسعف النخيل يعرف بـ (الشُقدف) حتى يمكنه حمل حاجين على الجهتين، لتستمر الرحلة حتى (بحرة) حيث يستريح الحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة. كما ذكر زين الدين عن السفر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعد الحج، مبينًا في وريقات كتبها عام 1923 أن الرحلة تستغرق 12 ليلة، تمر بعشرة مواقف مختلفة، هي: وادي فاطمة، عسفان، سرف، القديد، رابغ، مستورة، بئر الشيخ، بئر حسن، بئر خريص، بئر درويش.





فرق عسكرية لتأمين الحجاج


تورد موسوعة الحج، أن مراسل صحيفة (مانشيستر جاردين في بغداد)  أشاد في تقرير نشرته الصحيفة بنجاح موسم حج عام 1927، وأبرز في مضامينه جهود المملكة في خدمة الحجاج، فمع تولي الملك عبدالعزيز آل سعود زمام الأمور، تغيّرت رحلة الحج، تحسنت وسائل النقل، فاختصر زمن الرحلة، ونُظمت إدارة شؤون الحج، بإعادة بلورة تنظيم عمل المطوفين، والزمازمة من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام. اهتم الملك عبدالعزيز بعد دخول الحجاز تحت حكمه عام 1925 بالحفاظ على أمن الحجيج، وتابع هذه الأعمال بنفسه، واتخذ إجراءات لتحقيق ذلك منها إنشاء فرق عسكرية وأمنية لتأمين حياة الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج حتى يعودوا إلى بلدانهم.


رجل لا يقهر


كان الرحالة غير العرب يتقاطرون على مكة المكرمة قبل قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز، وقيل إن عددًا منهم اعتنق الإسلام، وفقًا لما أوردته أبحاث موسوعة الحج والحرمين الشريفين. بينما رصد الكاتب الصحافي أحمد محمد محمود كثيرا مما دونه الرحالة في كتاب أصدره بعنوان (جمهرة الرحلات) قُسم إلى ثمانية أجزاء، وخصّص الجزء الثالث منه لرحلات مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما تناول في عدد من أجزائه ما كتبه رحالة أجانب عن أمراء وأئمة الدولة السعودية الأولى والثانية، وما يتمتعون به من خصال الحنكة، والاعتدال، والشجاعة مثلما كتب المستشرق الإنجليزي «ديفيد هوجارث»، ومبعوث المقيم البريطاني في البصرة «رينو» الذي التقى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود عام 1799، والياباني تاكيشي سوزوكي الذي أيضا التقى الملك عبدالعزيز عام 1938 وقال عنه: (إنه رجل لا يقهر).


رحالة كتبوا عن الملك عبدالعزيزوالحج:

ليوبولد بن كيفا فايس،أسلم وأطلق

على نفسه (محمد أسد) في كتابه

(الطريق إلى مكة)



الإنجليزي الدون روتر في كتابه (المدن

 المقدسة)



محمد أمين التميمي في كتابه (لماذا أحببت

 ابن سعود؟)



الهندي غلام رسول مهر في كتابه (يوميات رحلة إلى الحجاز)



جيرالد دي جوري ألف كتابًا عام 1934م بعنوان (اللقاء

مع عملاق في حجم جبل).



الياباني (تاكيشي سوزوكي) ألف كتابًا عام 1935م بعنوان (ياباني في مكة)، أسلم وأطلق على نفسه (محمد صالح)


رحالة وصلوا الجزيرة العربية:

الإنجليزي جيرالد إيفلين ليتشمان عام 1909م



أمين الريحاني صاحب (ملوك العرب: رحلة في البلاد العربية)



 بول هاريسون عام 1941م