دعت اليونيسكو المبدعين العرب إلى توثيق شعيرة الحج في عمل فني سينمائي يقدم الصورة الحقيقية للإسلام من خلال مضامين الحج الإنسانية التي تحض على التعايش والسلام بين الناس. وأكد سفير اليونسكو للسلام وأمين عام الهيئة العامة للمسرح علي مهدي نوري «من السودان» لـ «الوطن» أن الفنانين العرب لم يقدموا عملا فنيا يتوافق مع حجم الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، وتجسيد الجهود والتعايش الإنساني الذي يرسم أعظم ملامح السلام في العالم خلال الحج.

فيلم سينمائي لأفضل رسالة

كشف علي نوري عن فكرة إنتاج فيلم بعنوان «أمان»، يتناول قصة الحج، ترعاه اليونيسكو قريبا، لتأكيد دور من أدوارها الرئيسية، وهي أن يعيش الناس بسلام، لافتا إلى أن فيلم روائي في هذا السياق مسؤولية كل مبدع، وعبر «الوطن» نوجه لمبدعي العرب، خاصة في المملكة، للاشتغال على فيلم روائي أو وثائقي عن مناسك الحج، ليعرف الناس ماهية الحج ومضامينه الإنسانية العليا، وكيف يمضي ملايين البشر أوقاتهم بسلام وأمان داخل موقف يضيق بهم دون أن يحدث أي شغب.

وتابع نوري، أعتقد أن قصة الحج نفسها والقيم الإنسانية الأخلاقية والدينية فيها بحد ذاتها موضوع إنساني يستحق أن يشار إليه، وقد سألني بعض الإخوان في الإذاعات قبل أيام فقلت سوف أفكر في فيلم بعنوان «الأمان».

وقد طرحت في المؤتمر العام للهيئة الدولية بحضور 731 ضيفا من جميع أنحاء العالم أننا لم نعط هذا الأمر الأولوية الكبرى، حقيقة هذا الحج هو أفضل رسالة ضد ما يقال عنا إرهاب، وكل ما نتج الآن من عنف في أنحاء العالم يقف خلفه بعض الذين خرجوا عن الدين، حيث أفضل رسالة هو أن نصور هذه المناسك من بداية وصول الحاج إلى خروجه، ثم نصور اجتماع الحجاج عند الكعبة وفي الجمرات وفي مسجد رسول الله كيف أن الناس يمشون بسلام، كيف نسمع «الله» تردد بألف ألف لسان.

تجارة لن تبور

قال علي نوري، جئت إلى الملكة في سنوات سابقة لأداء الحج، وكنت متابعا لوسائل الإعلام، فوجدت أن المملكة تحدث في كل يوم تغييرا لراحة الحجاج، ولقد لمست ذلك بنفسي في هذه الزيارة، لما وجدته من تدابير وإجراءات أسهمت في أن يكون حج جميع المسلمين في سلام دون أي عوائق تحول بين الحجاج ومناسكهم. واختتم بقوله: هذه تجارة لن تبور، وكل الذين يحجون أو يعتمرون سيشاهدون مدى التطور بما يواكب أفضل خدمة تقدم لحجاج بيت الله.