إدواردو سارافال*
فى نهاية أغسطس الماضي فرض المسؤولون الأميركيون عقوبات جديدة على فنزويلا عقب حملة الحكومة ضد كل من المعارضة والمؤسسات الديمقراطية في البلاد. واستهدفت العقوبات المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين والضباط العسكريين رفيعى المستوى ومديري شركة نفط الدولة المعروفة باسم «بدفسا»، بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان وتقويض الديمقراطية ونشر الفساد.
وتمثل هذه التدابير التوسع الرئيسي الرابع في برامج العقوبات الأميركية هذا الصيف، حيث إن هناك عقوبات أخرى ضد كل من إيران وكوريا الشمالية وروسيا. وتعالج كل عقوبة التهديدات الأمنية المختلفة، التي أطلق عليها الباحث الأميركي روبرت كاهن اسم «سكين الجيش السويسري للسياسة الخارجية الأميركية». ولكن في الوقت الذي توجد فيه لدى واشنطن كثير من مثل هذه البرامج، فإن تحديد أفضل السبل لتخفيف العقوبات قد يكون أكثر أهمية من مناقشة متى وكيف يمكن فرضها.
وإذا أراد قادة الولايات المتحدة استخدام العقوبات لتغيير سياسات أهدافهم، فإنهم بحاجة إلى التخطيط لإزالتها في نهاية المطاف. وإلا فإن واشنطن ستفقد مصداقيتها خلال المفاوضات وتحد من فعالية آليتها.
وقد أصبحت العقوبات شائعة لدى صناع القرار في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة بفضل نجاحهم في تغيير سلوك إيران. نفذت الولايات المتحدة عقوباتها لأول مرة ضد إيران عام 1996 ولكنها زادت بشكل كبير بين عامي 2010 و 2012، وساعدت العقوبات الأميركية على تقليص الناتج المحلي الإجمالي الإيراني بنسبة 9% بين عامي 2012 و2014، وعلى تخفيض قيمة عُملتها، وازدياد معدل البطالة.
وقد أقنع تأثير هذه العقوبات طهران بالدخول في مفاوضات بشأن برنامجها للتخصيب النووي. وقد شجعت النجاحات من هذا القبيل المسؤولين الأميركيين على استخدام ما يسمى بـ«العقوبات الذكية» - أو برامج الجزاءات ذات الأهداف العالية ضد أفراد وكيانات ومعاملات محددة بدلا من البرامج الأوسع نطاقا والأقل تركيزا - التي لها تأثير على أولوية الولايات المتحدة في النظام المالي العالمي، وبالتالي على قدرتها للقيام بأعمال تجارية ضخمة.
بيد أن كلا من هذه العقوبات لا يقدم خارطة طريق لنهايتها، وهو عيب قد يكون قاتلا.
بدون أهداف واضحة، فإن الولايات المتحدة تخاطر بفرض عقوبات إلى أجل غير مسمى، مما يجعل المفاوضات بين الدول المعنية غير مجدية. ويبدو أن العقوبات المفروضة على روسيا في أغسطس 2017 من أسوأ البرامج الجديدة في هذا الصدد.
*باحث في برنامج الطاقة والاقتصاد والأمن بمركز الأمن الأميركي-
مجلة (فورين أفيرس)- الأميركية