أقبل أن يتداول العامة أساطير وحكايات عن الجن وقصصا عن التلبس والعفاريت الزرق والسود، وادعاءات بعض الرقاة الذين أثروا، وتضخمت حساباتهم على حساب المرضى!

وأقبل كذلك تداول روايات وطرائف المصابيح السحرية وعلاء الدين والسمكة التي وجدوا في بطنها جوهرة ثمينة، وأتقبل سيطرة فكرة عروس البحر على عقول المراهقين، العروس التي عشقها أحد الزملاء وعشق البحر والغوص بسببها حتى اكتشف في نهاية الرحلة أنها خرافة!

وأتفهم أوهام وممارسات بعض الأطباء الشعبيين، وسبق لي أن كتبت عن طبيب شعبي في إحدى المناطق وتم اتخاذ اللازم معه.. وأقرأ كثيرا عن الجدل حول الحجامة والكي والطب البديل.. كل ذلك أفهمه وأحاول أن أتفهمه.. وهي على أي حال موجودة ومنتشرة بكثرة في دول العالم الثالث..

لكن - وآه من لكن - أن يأتي طبيب متخصص شهير يعمل في أحد أرقى مستشفيات الشرق الأوسط، ويرمي على الناس بالمعلومات والمحاذير الصحية كل يوم من نوافذ تويتر، ويغضب من زميل يطالبه بذكر المصدر العلمي فهذا أمر يدعو للتوقف أمامه!

تماما كما فعل أحد الأطباء، وهو طبيب نشط ومتخصص وله أبحاث في المسرطنات، حينما طالبه أحد زملائه قبل أيام بذكر مصدر لمعلومة فاستشاط غضبا فيما يظهر، وقام بحظر متابعته في تويتر!

أتفهم أن يضيق المختص بالمطالبات التي تأتيه من الناس للكشف عن المصدر.. لكن ماذا عن الاستفسارات التي تأتيه من زملائه في ذات الاختصاص.. وربما هم تلامذته!

مع التحول المتسارع لم يعد المتابعون يهتمون، أو يبحثون عن «المصدر».. يأخذون الخبر كحقيقة قطعية الثبوت و«يطيرون في العجّة».. الذين يتحققون ويبحثون عن مصادر المعلومة هم صوت الناس.. لذلك نحن معهم حتى تذكر مصادر بعض معلوماتك أيها الطبيب الفاضل!

في القرآن الكريم: «قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي».