فيما ذكرت الهيئة العامة للإحصاء، أن عدد كبار السن من إجمالي السكان السعوديين لعام 2016 بلغ 1.309.713 مُسنّا، فإن هذه الفئة -حسبما ذكر استشاري علاج نفسي ومتخصص في علاج المسنين لـ«الوطن»- تتعرض لأحداث تجعلها عرضة للضغوط النفسية وتستوجب عناية من حولها، والالتفات إليها وعدم إهمالها.
مشكلات تقدم العمر
أوضح استشاري العلاج النفسي والمشرف على وحدة كبار السن في عيادات «ميدي كير» للطب النفسي الدكتور أشرف شحاتة لـ«الوطن»، إن المرحلة العمرية التي يدخل فيها الإنسان مرحلة الشيخوخة، تبدأ من 60 عاما، وهي المرحلة التي تبدأ فيها الوظائف الجسدية والعقلية في التدهور بصورة أكثر وضوحا مما كانت عليه في مراحل العمر السابقة.
وأضاف، خلال هذه المرحلة يتعرض المسنّ والمسنّة لأحداث من شأنها أن تؤثر عليهم بشكل عاطفي ونفسي، أبرزها الفصل من العمل، والتقاعد ووفاة الزوج أو الزوجة أو أحد الأقرباء كالابن أو الابنة.
تغيرات طبيعية
يقول شحاتة، تعدّ الضغوط النفسية مشكلة رئيسية لدى المسنين، خاصة العاجزين منهم عن الانفتاح وتكوين علاقات حميمة مع الآخرين، وهم الذين يتسمون بنقص المهارات الاجتماعية اللازمة لتحقيق التكيف الملائم لظروف البيئة والمتغيرات الطارئة عليها.
وأضاف، تتميز هذه المرحلة بمجموعة من التغيرات التي تبدو في صورة الضعف العام في جميع قدرات المسنّ وحواسه المختلفة، وأن مرحلة الشيخوخة كغيرها من المراحل العمرية ربما يفشل بعضهم في تحقيق التوافق خلالها، وربما يجتازها بعضهم محققا فيها أعلى درجات التوافق.
أما عن الآثار السلبية، فذكر الاستشاري النفسي أنها آثار مباشرة على الصحة النفسية للمسن على وجه الخصوص، وتتمثل في إصابته بالتشاؤم، واللامبالاة، وقلة الدافعية، وزيادة التوتر والصراع والقلق، والضيق وحدة الانفعال، الأمر الذي يؤدي إلى الإعياء أو الإجهاد والاضطراب النفسي وسوء التوافق، وقد نرى المسنّ أو المسنة بعد هذه الآثار يفشل في مواجهة مطالب الحياة والتكيف معها، كما تؤثر الضغوط النفسية على المسنين فيما يتعلق بنظرتهم إلى ذواتهم وعلاقتهم بالآخرين.
نصائح مهمة
وجّه الاستشاري النفسي عدة نصائح يجب مراعاتها في التعامل مع كبير السن، تتمثل في الحفاظ على كرامته، وإشعاره بالتقدير والاحترام، وضرورة تشجيعه على الاستقلالية، وإتاحة الفرصة له كي يقوم بأموره الشخصية بالطريقة التي يرغب فيها، وأيضا إتاحة الفرصة له للإسهام في مساعدة الأسرة بالقدر المناسب له حين يرغب في ذلك.
وبيّن أن رفض هذه الإسهامات بدافع التعاطف معه أو التقدير لكبر سنه، يُشعره بالعزلة وعدم القيمة.
ونصح أيضا، بمساعدة المسنين على المناقشة والحوار الهادئ، وشرح المواقف لهم بوضوح، مع مراعاة موقفهم والبحث عن الحلول الوسط التي يميلون إلى قبولها، وعدم إهمال مساعدتهم في الحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية، وتشجيعهم على تنميتها، وكذلك توفير أسباب الأمن التي تقيهم من احتمال التعرض للحوادث أو الأضرار، ومصاحبتهم عندما يخرجون من المنازل، وتعمد النظر باحترام عند الحديث إليهم، إذ يشعرهم ذلك بالاهتمام والتقدير، وتلبية احتياجاتهم في أقرب فرصة متاحة، وعدم تأجيلها.