في كل عام، السعودية تحشد كل الطاقات البشرية، وتضاعف الجهود في موسم الحج.
وككل عام، هناك قصة تسترعي انتباه الجميع، قصة موسم الحج الفائت، كانوا أبطال الصحة وما زالوا، أما في هذا الموسم صنعنا قصة عالمية تبنتها وزارة الثقافة والإعلام، وأطلقوا شعار «السعودية ترحب بالعالم».
وكثيرون يتساءلون: لماذا لا تصبح خدماتنا الصحية تماما كما هي في موسم الحج، وأين هم أبطال الصحة؟
كيف استثمرنا طاقاتنا البشرية بشكل رائع في موسم الحج، ولم نستطع ذلك في بقية العام؟
وأعزو ذلك إلى عدة أسباب: أهمهما، وضوح الهدف في تقديم الخدمة الصحية من جميع الممارسين الصحيين، وتركيز جهودهم في التوعية والرعاية الصحية، وذلك بالضرورة سيؤدي إلى إتقان العمل.
هل الممارسون الصحيون عندما يعودون إلى أماكنهم لديهم هدف واضح في تقديم الخدمة؟ بالتأكيد لا!
ربما -وأقول ربما- لأن معظم مديري مستشفياتنا ومديري الشؤون الصحية في المناطق غير مهتمين بالكوادر الصحية ولا المرضى، وأود أن نسأل هؤلاء المديرين: ما اهتماماتهم وأهدافهم التي يسعون إلى إنجازها؟
فمعظم الإنجازات هي نتيجة إبداع بعض الممارسين الصحيين، ولم يستطيع المديرون صناعة نموذج عمل صحي مؤسسي!
لماذا تنجح وزارة الصحة في إدارة الخدمة الصحية في موسم الحج، ولا تنجح في إدارة مستشفياتها؟
وهذا يقودنا إلى أن من يديرون الصحة في المناطق ومستشفياتها بالضرورة هم عائق في تطور العمل الصحي في المملكة، لا يمكن لوزارة الصحة أن تنجح في المستشفيات وغيرها ما دامت متمسكة بعقول غير مبدعة. ابحثوا عن المبدعين، وتخلصوا من المتقاعسين.