أجمعت تقارير على أن إعلان واشنطن تجميد نحو 291 مليار دولار من المعونة الأميركية التي تقدم للقاهرة بشكل سنوي منذ عام 1979 عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، جاء مناقضا تماما لتصريحات الرئيس دونالد ترمب الداعمة لمصر، فيما لفت المراقبون إلى أن القرار الأميركي خالف التقارب الظاهر بين الرئيس ترمب ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، وإشارات التفاهم التي تمت بينهما خلال الأشهر الماضية.
وكانت الولايات المتحدة قد قررت حرمان مصر من مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار، وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى بدعوى عدم إحراز مصر تقدما على صعيد احترام حقوق الإنسان والمعايير الديموقراطية، فيما قالت وزارة الخارجية المصرية، إن القرار بمثابة خلط الأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة، ويعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.
زعزعة العلاقات
قال المراقبون إن المواقف الأخيرة كشفت حرص خصوم الإدارة الأميركية الجديدة على زعزعة العلاقة بين «القاهرة ــ واشنطن» واستمرار نهج العداء ضد مصر، بداية من شن حملات إعلامية غير مبررة شنتها صحف ووسائل إعلام أميركية ضد القاهرة على مدار الأشهر الماضية، علاوة على مماطلة وزير الخارجية ريكس تيلرسون فى اختيار سفير جديد لواشنطن في القاهرة، خلفا للمنتهية ولايته ستيفن بيكروفت الذي يمارس في الوقت الحالي مهامه قائما بالأعمال، وهو ما ظهر في المكالمة الهاتفية التي أجراها تيلرسون بوزير الخارجية سامح شكري ليخطره بشكل مفاجئ ودون مقدمات باعتزام واشنطن تخفيض المساعدات المخصصة للدولة المصرية.
تناقض إدارة ترمب
أرجع المراقبون تخفيض المساعدات الأميركية لمصر، إلى التناقض الواضح بين مسؤولين في إدارة ترمب حول أزمة قطر، كذلك الموقف من إدراج جماعة الإخوان في قائمة الإرهاب الأميركية، معبرين عن مخاوفهم من أن القرار يستهدف لي ذراع الإدارة المصرية بغرض اتخاذ مواقف سياسية داخلية وإقليمية تتنافى مع التزامات مصر الإقليمية ومحددات أمنها القومي.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السفير محمد العرابي، إن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بتخفيض المعونة لمصر، جاء في إطار المنظور الضيق الذي تستهدفه مجموعات معينة داخل الإدارة الأميركية، مشيرا إلى أن هناك مجموعات متربصة بمصر، وتعمل على تشويه صورة مصر خارجيا ، مشددا على أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب معنية بالتصدي لأي قرارات سلبية تجاه مصر.
اتصال هاتفي
يأتي ذلك في وقت ، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتصالا هاتفيا بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي ، أكد خلاله على حرص واشنطن على تطوير العلاقات مع القاهرة ، و تجاوز أي عقبات.