منذ نعومة أظفارنا ونحن نشاهد ونضحك على إبداعات أسطورة الفن العربي عبدالحسين عبدالرضا - رحمه الله - من مسلسلات ومسرحيات لم نمل من مشاهدتها رغم مرور عقود على تمثيلها، كدرب الزلق، والأقدار، وباي باي لندن وغيرها.
لقد رسم أبوعدنان بفنه الفطري العفوي الراقي الضحكات، وأدخل السعادة في قلوبنا؛ لأنه أخرجنا من واقعنا المرير ومن نكسات أمتنا عبر نقده الهادف البناء لأوضاعنا الاجتماعية والسياسية.
إنه فنان استثنائي متعدد المواهب، فهو الممثل، والكاتب، والمؤلف، والمخرج، والمنتج، والمؤدي.
إنه البرج الرابع للكويت، والهرم العربي الذي لن يهرم بتوالي السنين إن شاء الله. إنه الفنان الذي لم يختلف على فنه أحد فأحبه السياسيون قبل العامة على الرغم من نقده اللاذع لهم حتى نال تكريما كويتيا وخليجيا عربيا من أعلى المستويات بتسمية أحدث وأكبر مسرح باسمه في الكويت في افتتاح دار الأوبرا بحضور أمير الكويت في 2014، وكذلك تكريم حاكم الشارقة له في مهرجان الشارقة المسرحي، وغيرها الكثير الكثير.
إنه فنان عاشق لفن يجري في عروقه، فالفن عنده رسالة، وليس وظيفة أو هواية حتى تمنى كثير من الفنانين أن يشتركوا معه في أي عمل حتى يتعلموا منه، ولأن أعماله تنجح وتعرض في معظم القنوات.
إنه علامة فارقة في مسيرة الفن الخليجي والعربي لسمعته الطيبة، وإبداعه الذي جمع الجميع بكل أطيافهم وانتماءاتهم. فالفن رسالة إنسانية عالمية تجمع كل المختلفين. ولن يضير أبا عدنان قدح القادحين في شخصه بكلام طائفي بغيض، فليس للميت إلا الدعاء له بالرحمة.
وكم تمنيت من الكاتب أبي عدنان لو كتب سيرته الذاتية؛ لتعرف الأجيال أن فنانا عاش بيننا اسمه عبدالحسين عبدالرضا، أحب وطنه العربي من الخليج إلى المحيط، دينه ومذهبه الإسلام، وبيته المسرح، وحرفته السعادة، أدخل السرور علينا أكثر من خمسين سنة، حتى أبكانا عليه في يوم رحيله يوم الجمعة.