قبل سنوات، كان السؤال: لماذا عجز الإعلام السعودي بكل هذه الإمكانات الضخمة عن مواكبة مسيرة بلده؟!

غني عن الذكر، أن الشعوب تجاوزت الإعلام التقليدي نحو الإعلام اللحظي، نحو إعلام جديد يجعلك تعيش اللحظة.

كان مبرر السؤال -وذكرت ذلك حينها- هو ضرورة إدراك موقع هذه البلاد في أطلس العالم، فكيف بأركان المعادلة اليوم؟!

اقتصاديا، المملكة تتبوأ موقعا مهما في مجموعة العشرين، وبلد مُصدّر للطاقة في العالم، وهذا وحده يكفي لبرهنة الثقل الاقتصادي.

واجتماعيا، نحن بالدلالات الرقمية بلد فاعل، ويشهد حراكا قلّ نظيره.

وأمنيا، نحن بلد مستهدف من الجهات الأربع كافة وما خلفها، وما حولها -ولو كانت هناك جهة خامسة لبصمت عليها- وما تزال محاولات الاستهداف قائمة!.

يؤدي فريضة الحج هذه الأيام مليونان وثلاثمئة ألف إنسان. منهم 600 ألف من حجاج الداخل. بينما بقية الرقم الضخم جاءت من مشارق الأرض ومغاربها، ومن خلفهم الملايين يتابعون أخبارهم ويبحثون عن التقاطاتهم وصورهم.

أمس، ننادي باستثمار الإعلام التقليدي. اليوم نبحث عن الإعلام الجديد.

بمعنى: لو أننا استثمرنا الإعلام الجديد، ومشاهيره من دول العالم، ودعوناهم لأداء فريضة الحج وسط هذه الأمواج البشرية، لاستطعنا الوصول إلى شعوبهم بصورتنا الجميلة التي يحاول البعض تشويهها لاعتبارات سياسية، لكنا وصلنا إلى شعوب العالم بلغتهم ولهجتهم التي يفهمونها بشكل سريع ودون حواجز، وبلغة سلسة. لكننا حينما أردنا فعل ذلك وجّهنا الدعوة لمشاهير «سناب» في بلادنا -مع بالغ احترامي لهم ولجهودهم في الترويج للفعاليات والاحتفالات الداخلية- ونقلنا هؤلاء من الخانة التي يجيدون اللعب فيها إلى خانة أخرى مختلفة تماما- كأنك نقلت حارس مرمى إلى قلب هجوم!.

ولا أعلم من الذي يتابعهم خارج الحدود؟ من الذي يتابعهم في إيران وتركيا وأوروبا وإندونيسيا ومصر وليبيا، وغيرها؟

فإن كانت الاستعانة بهؤلاء لمخاطبة الداخل، فالسعوديون ليسوا في حاجة إليهم، فهم أدرى ببطون مكة وشعابها!.