الآيات العلمية، أو التي فيها إشارات إلى قوانين علمية كثيرة في القرآن، مثل (يكوِّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل) من سورة الزمر في الدلالة على كروية الأرض، وآية (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) من سورة الأنعام في الدلالة على نقص الأوكسجين في الارتفاعات، وفي آية (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) من سورة الأنبياء في الدلالة على الدرع الكهرطيسي الحامي للأرض، وفي آية (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) من سورة النجم في الدلالة عل أصل الجنس أنه من المني، وفي آية (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) من سورة القيامة في الدلالة على البصمة المتفردة لكل فرد من ذكر وأنثى.
وهناك من أغراه هذا الشيء في وضع اتجاه كامل سماه الإعجاز العلمي في القرآن، ومدَّه آخرون إلى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
وصديقي الدكتور كنعان يرسلون له بين الحين والآخر أبحاثا في قضايا الإعجاز ليحكم فيها؟ قال لي: في الفترة الأخيرة جاءتني العشرات من الأوراق فلم أمرر أكثر من بحثين؟
قلت له وكان مدعوا إلى تطوان في المغرب إنك سوف تتمتع بطبيعة خرافية هناك؟ ولكن آمل أن تكون جماعة الإعجاز العلمي قد وضعوا أسسا مختلفة لتوجههم؟
أقول هذا لأن الأخ الفاضل الزنداني كان قد اطلع على كتابي (الطب محراب للإيمان) ودعاني للمشاركة في نشاطهم؟ فاعتذرت لأنني أحمل فلسفة مختلفة تجاه موضوع الإعجاز بشكل عام.
الآراء متباينة في موضوع الإعجاز العلمي فمثل فؤاد زكريا يتحفنا برأي أن هناك الكثير والمثير من الحقائق العلمية لم يقل لنا أحد فيها إن هناك آية شرحتها وسبقت لها إلا بعد الإعلان عنها.
وأذكر جيدا في هذا أبو إقبال الذي أرسل لي من جدة قبل سنوات، قصة هذا التطابق المثير بين آية معراج الملائكة والروح إليه من سورة المعارج في خمسين ألف سنة وسرعة الضوء؟
قال الرجل حفظه الله ـ وهو عقلية فذة بالمناسبة ـ إننا إذا حسبنا هذا اليوم الذي تتحدث عنه سورة المعارج وسرعة الضوء فيمكن أن نستنبط سرعة الضوء منها؟
وجوابي طبعا من جانبين أن (فيزو) الذي وصل وحدد سرعة الضوء وصل لها بدون آية بل بالبحث العلمي الدؤوب الصبور ولسنوات من العمل الدقيق المكرر المعاد الممتحن حتى وصل إلى الرقم الفعلي عن سرعة الضوء التي تقترب من حواف 300 ألف كم في الثانية الواحدة أو 186 ألف ميل إنجليزي؟
بالمناسبة هناك آية ثانية عن اليوم الإلهي إن صح التعبير وإلا فالوقت هو لنا، وليس له جل جلاله فهو الأزلي الأبدي، فقد جاء في سورة السجدة أن اليوم ليس خمسين ألف سنة بل ألف سنة: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون), أقول هذه النتيجة العلمية المثيرة في قياس سرعة الضوء لم يقل بها أحد من علماء المسلمين فضلا عن استنباطها من آيات قرآنية؟
كذلك علق سيد قطب حين جاء إلى آية (يكور الليل على النهار) قال إنه لا يريد إقحام الاكتشاف العلمي مع الآية ولكن الكلام مدهش لأنه يحقق أو يشير إلى حقيقة علمية وليس من كلمة أنسب عن كروية الأرض من لفظ التكوير من الآية.
أما محمد حسين كامل وهو رجل مؤمن مدهش كتب عشرات الكتب واشتغل في بحث عن القرآن فقد وصفها بالبدعة الحمقاء!
والخلاصة أن الآيات التي فيها إشارات علمية تبقى موضع لغز حقيقي عن كتاب جاء للهداية وليس للفيزياء والكوسمولوجيا؟ ولكن بعض إشاراته الخفية وتصويراته تجعل كل من يأتي بعده يذهل من هذه الومضات العلوية من سماء الحقيقة دالة على مصدر هذا الكتاب.