عندما هممت بكتابة مقالي الذي سيتجلى صباح اليوم، كانت أمام ناظري عدة أطروحات. وتبقى مواجهة المنتخب السعودي أمام نظيره الإماراتي في الطليعة، غير أن ظروف الطبع أجبرتني على تغيير الفكرة، علما بأن لدي ثقة في فوز الصقور الخضر -بإذن الله- والاقتراب من حلم العالمية الغائب منذ سنوات.

بعيدا عن السيناريو الذي آلت إليه مباراة البارحة، كان هناك حدث عالمي سعودي آخر تم تناوله بطرق متباينة، كلٌ يغني على ليلاه، ويتمثل في حصول لاعب المنتخب السعودي للتايكوندو للناشئين محمد السويق على الميدالية الذهبية، في منافسات بطولة كأس العالم التي دارت رحاها في شرم الشيخ، وتشرفتُ أن أكون ضمن الوفد المشارك، بحكم ارتباطي باللعبة كلاعب سابق وعضو مجلس إدارة.

إنجاز التايكوندو لاحت بوادره في الأفق مبكرا، عطفا على تجهيز اللاعب السويق الذي حاز على البرونزية مع بداية عامنا الهجري الحالي 1438، ثم نال الفضية على المستوى الآسيوي قبل 6 أشهر تقريبا، وفي نهاية العام خطف الذهب العالمي.

ولا شك أن تأسيسه من الجهاز الفني بقيادة المدرب العالمي الألماني من أصل مغربي

«عزيز»، ومساعديه الوطنيين محمد سعد القحطاني وفهد الدويسان، وراء التفوق الذي بني بطريقة علمية.

أيضا، إدارة الاتحاد التي يقودها العميد ركن شداد العمري، والمدير التنفيذي مشعل المطيري، ومدير المنتخبات محمد علي القحطاني، والإداري ناصر القحطاني، كان لها دور جبار في رسم إستراتيجية البطل الذي أدرج سلفا ضمن لاعبي النخبة، وأحدث نقلة نوعية في العطاء والأداء، فحضرت باكورة الذهب، وربما كثيرون لا يدركون أن زميله رياض الظاهري كان قريبا من توشح إحدى الميداليات العالمية، غير أنه خسر بفارق نقطة قبل دخوله دور نصف النهائي، ويصنف في المقاييس خامس العالم.

أعود إلى ذهبية السويق التي لم تأت اعتباطا، وانما جاءت بذرتها الأولى بصياغة من المدرب الوطني عبدالمنعم الخواهر، وبعد دخول اللاعب برنامج النخبة، بتحويل اللاعب من صعيد الهواة إلى المحترفين، تلك الفكرة التي جسدها على أرض الواقع رئيس الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية السابق الأمير عبدالله بن مساعد، ومن هنا انقلبت المعادلة، وتفاعل معها أعضاء اتحاد التايكوندو، وعملوا بوطنية محضة على أساس البقاء للأفضل، بعيدا عن ألوان الأندية أو المناطقية، الجميع على خط واحد من المساوة.

ومن هذا المنطلق، كان البناء سامقا، وانفتحت بوابة الذهب التي ستكون معبرا لأكثر من لاعب سعودي خلال المشاركات المقبلة الأولمبية والقارية.

فتحيةً لاتحاد التايكوندو، وألف تحية للجهازين الفني والإداري للمنتخب السعودي، وللمجد بقية.