مع ثورة الإعلام الجديد لم أعد حريصا على قراءة الصحف والمطبوعات الرياضية.. ما أبحث عنه يصل لي عبر تويتر و«واتساب».. لكنني شعرت بإحباط كبير وأنا أقرأ خبر توقف صحيفة «النادي».. إحدى أشهر المطبوعات الرياضية السعودية.
لم أقرأ النادي منذ سنوات.. وإن كنت احتفظ بأعدادها الأولى في أرشيفي الخاص.. لكنني في المقابل حريص - أشد الحرص- على ازدهار هذه المطبوعات، وانتشارها، وارتفاع أرقام مبيعاتها، وزيادة مداخيلها الإعلانية.
بل ولا أجد حرجا من الاعتراف بأنني حينما أمسك أي مطبوعة ورقية خلال السنتين الأخيرتين أبدأ باستعراضها وتصفحها ليس بحثا عن خبر.. بل عن الإعلان!
الصحافة اليوم هي قوة ناعمة، والقوة الناعمة لا تشترى من البقالة.. ولا يمكن صناعتها بين يوم وليلة.. هي حضور وخبرات نابعة من المجتمع، ومكوناته، وثقافته، خبرات متراكمة عبر الزمن.. ومن يفرط بها يفرط بعامل قوة ضارب ومهم.
أشعر بالإحباط لتوقف صحيفة «النادي»، وأتوجس خيفة من أن تلحق بها مطبوعات أخرى.
إنني على يقين من أن حفاظنا على صحافتنا -على تنوعها واختلافها - هو حفاظ على قوة أصيلة.. وليس صحيحا مطلقا أن صناعة هذه القوة أو استيرادها أمر سهل أو دائم.. أقرب الأمثلة هو استعانة حكومة قطر ببقايا BBC وتحويرها، لتعمل في الدوحة عام 1996 تحت اسم «الجزيرة». بميزانية فلكية، ليفاجأ الناس بها كالشجرة التي توشك على السقوط، وتصبح ورقة صفراء ستذروها الرياح قريبا..
أكرر رجائي لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور «عواد العواد»، وهو المسؤول الذي حاز ثقة الوسط الإعلامي ومحبته خلال فترة وجيزة، أن يتبنى فكرة إعادة دعم الوزارة للصحف المحلية بما يضمن استمراريتها وقوتها.. فضلا عن أهمية عقد ورش عمل مع مجالس إدارات الصحف وإداراتها العامة ورؤساء تحريرها.. الصحف تمر بأزمة حقيقية وأمر غير مقبول أن نكتفي بالفرجة.. الذين يديرون بعض الصحف يتعاملون معها كمشروع «بزنس».. وليس لديهم مشكلة في إغلاقها متى ما تراكمت خسائره.. هذا صحيح في عالم المال والاقتصاد.. لكن الصورة الكاملة تقول إننا ندفن «تاريخ».. ونخسر «وسيلة»، ونفرط وهذا المهم بـ «قوة»!