على وقع التطورات الإقليمة المتسارعة، خاصة على الساحة السورية، بات خبراء ومحللون أتراك يحذرون من خطورة ما أسموها الخطط الغربية لتفتيت الدولة التركية، ومحاولة إغراقها في وحل المعارك الإقليمية لعقود مقبلة.
وكان المحلل السياسي التركي إبراهيم قراغول، حذر مؤخرا خلال تصريحات إعلامية، من وجود مخططات إرهابية تستهدف الدولة التركية على طول الخط الرابط بين إيران إلى سواحل البحر المتوسط، بغرض إنشاء دويلة كردية تتصارع مع الدولة التركية، وذلك بالتزامن مع حشد مقاتلي المعارضة والمتشددين في مدينة إدلب المحاذية للحدود الجنوبية التركية.
وأوضح المحلل التركي أن عناصر من حزب العمال الكردستاني، المصنف تركيا ضمن قوائم الإرهاب، تسللت إلى تلك المناطق الحدودية، بهدف محاصرة تركيا بشكل تمهيدي، لافتا إلى إمكان تكرار سيناريو الرقة وحلب عبر الترويج حول وجود عناصر من جبهة النصرة و»داعش» في إدلب، لبدء المخطط المرسوم لذلك.
وشدد الكاتب التركي على ضرورة الانتباه من خطورة شن حرب مفتوحة على إدلب، وتسرب المقاتلين الأكراد إليها، تمهيدا لتمركزهم بشكل دائم، وشن الهجمات الاستنزافية ضد تركيا عبر بوابة إدلب.
الانكفاء داخليا
بحسب محللين، فإن هذا المخطط الذي يستهدف تركيا، ربما يدفعها إلى خسارة الأراضي التي تم تحريرها بواسطة عملية «درع الفرات» التي انطلقت العام الماضي بدعم من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة ميدانيا، ونجحت القوات التركية حينها في تطهير المناطق الحدودية من التنظيمات المتشددة والكردية.
كما أن مسألة إشغال تركيا بحربها ضد الميليشيات الكردية في الشمال السوري، يمكن أن ينعكس سلبا على انفتاحها أمام دول المشرق العربي، باعتبار التبادلات التجارية والطرق البرية التي تربطها بها، في وقت تشير تقارير تركية إلى أن أنقرة تستعد لشن عملية عسكرية باسم «سيف الفرات»، لطرد مقاتلي الأكراد من المناطق القريبة من الحدود المشتركة مع سورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، صادق على تغيير قيادات عليا من الجيش، في خطوة رآها مراقبون أنها تهدف إلى ضمان ولاء الجيش حول التحركات الإقليمية، وقطع محاولات الانقلاب المستقبلية.
مخاوف مشتركة
فيما وصل رئيس هيئة الأركان الإيراني، أول من أمس، إلى أنقرة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 38 عاما، أشار محللون إلى أن أنقرة وطهران بدأتا بالتوجس من التطورات الإقليمية في المنطقة، إذ إن أنقرة تخشى من التقدم الذي تبديه الميليشيات الكردية في مدينة الرقة ضد مقاتلي «داعش»، فضلا عن الدعم العسكري الأميركي اللامحدود لها، فيما تخشى طهران من تحرك الأقليات الكردية داخل أراضيها ضد الحكومة، ومطالبتهم بالاستقلال الذاتي.
كما أن الساحة السورية فاقمت المخاوف الإيرانية التركية بشكل كبير، إذ ترى الدولتان أن الاتفاقيات الدولية حول مناطق خفض التصعيد بين النظام وفصائل المعارضة، أصبحت تسير بشكل متسارع في ضوء غياب أي دور لهما، في وقت أخرج الاتفاق الأميركي الروسي الأردني حول وقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، كلا من أنقرة وطهران من المعادلة، فضلا عن دخول الوسيط المصري في مناطق أخرى شملتها اتفاقيات خفض التصعيد.
مخاوف تركيا وإيران
01- تعاظم نفوذ الأكراد بدعم أميركي
02- خسارة النفوذ في سورية
03- إنشاء دويلات كردية تهدد أمنهما
04- دعم الأقليات الداخلية الأخرى
05- ضياع التبادلات التجارية مع دول الخليج