منذ ما يقرب من أربعين عاماً مضت وحتى هذا العام، والاستعداد العسكري والأمني لقوات أمن الحج المشاركة في كل عام يُعتبر حدثاً مهماً ورقْماً ذا قيمة في نجاح مواسم الحج الماضية، بكل مقاييس النجاح على مر هذه العقود وقبلها، بل منذ عهد التأسيس على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وعلى مدى أكثر من 92 عاماً منذ توحيد هذه البلاد وحرصه على الاطمئنان على راحة ضيوف الرحمن، واستمر هذا الاهتمام حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده، اللذين يعدان خدمة الحجيج شرفا لكل سعودي، وعبادة وامتثالاً لتحقيق الأمن الذي عناه القرآن بقول الله تعالى (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً)، فراحة الحاج وأمنه هدفا القيادة على مرَّ تاريخ الدولة السعودية وملوكها، رسالة عظيمة لكل قائد ومواطن في هذه البلاد، وما رعاية سمو ولي العهد وحضوره العرض العسكري لقوات أمن الحج إلا مؤشرٌ على استمرار هذه الرسالة، ورفع قيمة العاملين على أمن الحج خدمة لضيوف الرحمن، حيث شهد سموه أكبر عرض عسكري تاريخي تشهده الأماكن المقدسة، وليعطي سموه دفعة لكل جندي وفرد وخادم للحجاج، مفادها أن قيادتكم تشرف بنفسها على خدمات الحجاج، وبذل كل نفيس، وتذليل كل الصعاب لأداء هذا المنسْك العظيم، وليقول سموه إن أمن الحاج هاجسنا وراحته هدفنا، وشعارنا «خدمة الحاج شرف نعتز به»، ولن نسَمَحَ لعابث من هنا أو هناك أن يمَسَّ الحجيج، وعيونُنُا ساهرة قائمة بواجبها تجاه هؤلاء الحجاج، والذين يلمزون من حكام قطر ومؤسسة الحمديْن عندما يشاهدون هذا التنظيم الرائع والاستعداد للموسم، يدركون أن أبواق الجزيرة تنعق في الهواء وهي ترىْ الحقائق عبر نقل ملموس وواقعي في وسط المشاعر، وفق منظومة أمنية وعسكرية تسهر على راحة الحجاج، وتسهل تنقلاتهم والمحافظة على أمنهم من عبث المندسين الحاقدين عبر تجارب سابقة لطهران وغيرها، عندما عبثوا في الثمانينات شاهدوا الردع والرد السعودي على تصرفاتهم، فكان لزاماً أن يرى العالم هذا الاستعداد العسكري والأمني وبشكل سنوي، وليطمئن كل مسلم أن الحرمين بأيد أمينة، وسيعيش الحجاج بإذن الله في راحة وطمأنينة، كما عهد ذلك كل مسلم يصل بعناية الرحمن، ويشاهد بعينه هذا الأمن الوارف والخدمات والتسهيلات والنقلة النوعية في منطقة المشاعر ومكة المكرمة والمدينة المنورة كل عام بفضل الله، مرتكزة على القيادة ممثلة في خادم الحرمين وسمو ولي العهد وأجهزة الدولة التي توافر عليها أكثر من 158 ألف موظف وفق الإحصاءات، لتخدم أكثر من مليوني حاج يصلون كل عام إلى المملكة عبر شبكات من الطرق والأنفاق والجسور، وحركة طائرات، وقطارات أضيْفت لمزيد من النجاحات المتوقعة، رغم ما تطلقه الحناجر الحاقدة من أبواق الجزيرة ومرتزُقتهم، وفي استعراض سمو ولي العهد لهذا الاستعداد وحضوره الشخصي كدليل على الحرص التام على أن منظومة الحج يجب أن تكون متكاملة وفي ميادين العمل، لتقديم هذه الخدمة التي أناط الله بها شرف الخدمة للمملكة العربية السعودية دون غيرها، لارتكازها بإذن الله على المحافظة على الحرمين، وتطبيق الشريعة، وتقديم كل خدمة لضيوف الرحمن مهما تنوعت جنسياتهم ولغاتهم.
هنيئاً لقيادة هذه البلاد هذا الإنجاز والاستعداد، على أعلى مستوى، يفخر بهما كل مسلم على وجه الأرض، لأن مقدساتنا محفوظة بحفظ الله لهذه البلاد، التي تهيأت لها من القيادة، التي جعلت الأمان والخدمة والرعاية شرفا نعتز به، كتب الله النجاح لكم أيها المخلصون كل في موقعه، وشكر الله لجنودنا ولكل مساهم في خدمة ضيوف الرحمن، والدعاء لجنودنا الذين أيضاً يحرسون حدودنا من عبث الحوثي وصالح، حتى ينعم الحجاج بالراحة وقضاء الحج بيسر وسهولة.