لم أستغرب موقف الواجهة التميمية لتنظيم الحمدين المتمثل في منع الطائرات السعودية من الهبوط في مطار الدوحة الدولي لنقل الحجاج القطريين وفق أمر الملك سلمان، بعد وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني، لم أستغرب لأنني كنت أتوقع حماقة أكبر، كنت أتوقع أن حكومة (تنظيم الحمدين!) ستمنع أشقاءنا القطريين من الحج، بعد ادعاءاتها أن المملكة منعتهم، وروجت لهذه الكذبة وهي تتوهم أنها ستحقق تعاطفا، واعتبارها مظلومة و.... إلى آخر أكاذيبها التي لم يلتفت لها ويروج لها أحد سوى إعلام تنظيم الولي الفقيه الذي مازال يحتل إيران، وشاشات وصحف تنظيم الإخوان الذي أسقطه الشعب والجيش المصري، وأنقذوا الوطن العربي كله من هذا التنظيم الذي كان يحلم بأن يتمدد مثل ما فعل ويفعل تنظيم الولي الفقيه، ومن المتعاطفين في وسائل التواصل الاجتماعي من التنظيم السروري، وهذا التنظيم الأخير، تلقى بموقف المملكة الحاسم من التطرف والتكفير والإرهاب، تلقى صفعة لم يتوقعها وجعلت رموزه في المملكة خاصة، ينسحبون من تويتر واحدا بعد الآخر بحجج واهية، وبعضها مضحك يستحق الشفقة!، أما الأتباع فبعضهم أعلن أن الله نور بصيرته وعرف ضلال وتضليل أولئك الرموز، وأظن بقي قلة في تويتر يدافعون عن قطر تحت أسماء مستعارة يتوهمون أن كشفها صعب، بينما كما قال سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، قال في تغريدة: من السهل جدا كشف هؤلاء المتسترين خلف أسماء مستعارة أو رموز! وقد سألت مبرمجا تقنيا متخصصا وخبيرا فقال: بكل بساطة يمكن كشفهم!.

نعود إلى حكومة تنظيم الحمدين، ونتساءل لماذا لم تسمح للطائرات السعودية بنقل الحجاج من مطار الدوحة؟! بينما الحجاج القطريون يتدفقون عبر مركز سلوى الحدودي؟!

وللإجابة عن هذا السؤال، يجب أن نتذكر كيف كان تنظيم الحمدين يهرب الأسلحة والأموال والإرهابيين عبر الطائرات المدنية التابعة للخطوط الجوية القطرية، فعل التنظيم الحمدي ذلك في اليمن وسورية والعراق ومصر وليبيا وتونس، ودول أخرى كثيرة، ووفقا لذلك فقد توهم التنظيم أن المملكة ستفعل مثلما كان ومازال يفعل في التهريب لدعم الإرهاب والتآمر، ولهذا منع الطائرات السعودية، وهي ذات الطائرات التي أقلت الحجاج القطريين من مطاري الأحساء والدمام، وما زالت تقل كل من يرغب منهم مجانا، وفقا لأمر الملك باستضافتهم على نفقته.

تنظيم الحمدين الذي لا يدعمه سوى التنظيمات الإرهابية الثلاث التي أشرت إليها، أصبح يخاف من ظله، ولذلك يتوهم خوفا أن الآخرين سيفعلون مثله، ويسلكون ذات الطرق القميئة التي سلكها في دعم وتأجيج الإرهاب، والتآمر لإسقاط النظام في المملكة وعدد من الدول الشقيقة!

الطريف أن عددا من الذين أنفق وينفق التنظيم الحمدي عليهم مليارات الريالات، غيروا النغمة التي بدؤوا بها في بدايات المقاطعة، وهي نغمة ما سموه المظلومية ومصادرة السيادة والحصار ونحو ذلك، أما الآن فقد انتقلوا إلى تعداد وتفصيل مكاسب دولة قطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخسائر السعودية على كل تلك المستويات!

قد يظن البعض أن تنظيم الحمدين يريد من خلال ترويج هذه الأكاذيب طمأنة الشعب القطري الشقيق، على أوضاع بلادهم وهم يرون ويعيشون أضرار الأزمة عليهم في كل الاتجاهات والمستويات!، ولكني أعتقد أن التنظيم الحمدي لا يهمه الشعب القطري مطلقا، ولكنه يهدف من هذه النغمة الكاذبة إلى أن يطمئن التنظيمات الإرهابية الثلاث إلى أنه على العهد ومستمر معهم في ذات السبيل! وكما قلت أول من أمس، فإن تنظيم الحمدين الإرهابي لن يثوب إلى الرشد، بعد أن أصبح مدمنا على دعم الإرهاب والتآمر على الدول، وبعد أن أصبح يحلم بأنه مع التنظيمات الثلاث الأخرى سيسودون العالم برئاسة السلطان (حمد الكبير!)، ونائبه الذي سينقلب عليه لا حقا (حمد الصغير!)، وأقول ينقلب عليه فيما لو تحقق الحلم الواهم، لأن الخيانة والتصفيات الدموية أو الانقلابية هي القاعدة التي يرتكز عليها التنظيم منذ أول انقلاب قام به خليفه الذي قلّده فيه ابنه حمد و....! ومتى سيكون آخر انقلاب لطرد التنظيم وأدواته، وينقذ دولة قطر وشعبها من هذا التنظيم الخطر عليهم وعلى بلادهم قبل أي دولة أخرى!، أتساءل متى يحدث الانقلاب الأخير؟! وحدسي وقراءتي للمشهد، يقولان قريبا!