الذي أعرفه ويعرفه كل السعوديين والسعوديات، وكل من يُجري اتصالا مع أي رقم هاتفي خاطئ أو مغلق في السعودية، أن هناك صوتا أجشّ ذكوريا خشنا، يقول للمتصل: تأكد من الرقم الصحيح!، أو الهاتف المطلوب مغلق!.


هذه حقيقة يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يجربها الآن!، فليس في السعودية صوت ناعم يرد على هذه الاتصالات لدى شركات الاتصالات في السعودية!، وهذا قد يكون مزعجا لكنه الحقيقة!

أما دولة «الجزيرة» في قناة «تنظيم الحمدين!»، فقد أرادت دون حياء أن تكذب علنا، ففي تقرير معلن ومحفوظ قالت، إن هاتف غرفة العمليات الذي جهزته السعودية لخدمة القطريين تحت إشراف الشيخ عبدالله بن علي آلِ ثاني، وهميّ! وهو بالمناسبة هاتف مجاني «900» مثل كل الهواتف التي تستخدمها الشركات في السعودية، لكن دولة «الجزيرة!» في تنظيم «الحمدين!» أرادت تكذيب ونفي وجود هاتف خدمة كهذا، ففعلت أمرين فظيعين في سلم الكذب الأسود العلني، هما:

أولا: جلبت صوت امرأة ناعما، يبدو أنه من تسجيلات هواتف السويد الناعمة التي ترد بلغة إنجليزية، ونعومة ملحوظة على أي اتصال خاطئ من أي أحد، لكن التسجيل من الواضح أنه تم من أحد اتصالات «منظمة الحمدين!!».

الثاني: بعد ثوان قليلة جدا من بث ما ورد في أولا، أوردت دولة «الجزيرة!!» في «تنظيم الحمدين!!» تسجيلات، زعمت أنها لقطريين يتحدثون مع موظفين سعوديين في مركز الخدمات هذا، ويجددون بيعتهم لتميم «واجهة تنظيم الحمدين!!» ويشتمون السعودية، ويقللون من أهمية ومكانة الشيخ عبدالله آلِ ثاني!، فكيف تحول المركز والرقم الوهميين، وخلال ثوان معدودة إلى مركز حقيقي موجود، وأصوات سعودية رجالية ترد على أي اتصال؟!، وخلايا البيك الإسرائيلي عزمي، والمخدوعون بالقرضاوي يبايعون تميمهم ويشتمون غيرهم؟! فكيف تحول من مركز ورقم وهميين وخلال ثوان إلى حقيقة موجودة؟! إنه لكذب صريح عجاب!.

دعك من هذا كله وتفهمني وافهمني جيدا، من خلال الأمرين القادمين:

أولا: عبدالله بن علي آلِ ثاني، هو حفيد مؤسس دولة قطر الحديثة، والتاريخ شاهد ومعلن ومعروف، وتاريخ الانقلابات في قطر أيضا معروف ومعلن ومدون، من خليفة «جد تميم!!» إلى حمد «أبو تميم!»، ومع أني متأكد تماما أن «تميما!» هذا ليس سوى واجهة لتنظيم «الحمدين!!» إلا أنه من الضروري أن يفهم أن جده خليفة انقلب على ابن عمه أحمد، صاحب الحق في الحكم، وأن أباه حمد «الكبير!!» انقلب على أبيه وطرده ولاحقه، والتاريخ يرصد الوقائع ويترك الحكم للناس!، وأنه «أي تميم الواجهة!!» يمكن إزاحته بأسهل من أن يرفع سماعة هاتفه، ويستمع لتعليمات أحد سيّديه من «الحمدين!!»، وله في عم أبيه وفي جده عبرة!

الثاني: أن السعودية دولة محترمة منيعة قوية، وأسرتها الحاكمة «آل سعود» لم ولن يسمحوا بأي سلبية تؤثر على دولتهم وحكمهم وشعبهم، ولا مجال للدخول بينهم مطلقا سواء حكم البلاد أصغرهم سنا أو أكبرهم!.

والسعودية دولة خير، إن وجدت بابا للخير فتحته، أو يدا للعون مدتها، فعلت ذلك مع أعدائها العلنيين قبل أصدقائها الصادقين!، لكنها دولة ذات وطأة قاتلة، فمن قررت أن تطأه لمصلحة شعبه، أو أمته، أو لأنه يضرها ضررا واضحا، فلها طرق في «دهك الفساد السياسي والتآمري!!» هي أفضل من بجيده في التاريخ العربي الحديث، وما تفعله في صدد «الدهك!!» هذا، هو -كما تشعر المملكة ويؤيدها شعبها وكل الخيرين وطلاب الأمن في الأرض- هو من صميم واجباتها، وهو فعل خير يجب أن يؤدى ويتم كأفضل ما يكون!، وما استقبال ولي العهد، ثم الملك للشيخ عبدالله آل ثاني، وقبول وساطته لحج الأشقاء القطريين، إلا جزء من ذلك الواجب، وضرورة التصحيح للأخطاء الكارثية التي تنتجها الدوحة، هذا الواجب الأخلاقي والديني والإنساني الذي تستشعره المملكة العربية السعودية تجاه الأشقاء والجيران والأصدقاء، وللمملكة مواقف مشهودة في هذا الصدد منذ أن وحدها المؤسس العظيم الداهية التاريخي عبدالعزيز -طيب الله ثراه وذكره وتاريخه وجغرافية وشعب وطنه!- فالمملكة لها مواقف تاريخية رائدة في الحكمة، وفي رفع الظلم عن الشعوب العربية والإسلامية، وشعب قطر لا شك جزء أساس من شعب السعودية، فهو ليس مجرد جار وصديق، بل هو أخ وشقيق، و«عديل الروح!!»، وإنقاذه من كوارث «تنظيم الحمدين!!» وواجهته «التميمية!!» واجب، وليس تفضلا، واستعادة قطر إلى سربها الخليجي والعربي والإسلامي المتزن المتوازن، واجب مؤكد على الرياض!، والحل كما أعتقد وأقرأ وأتأمل في تجارب السياسة، وسقوط وقيام الدول والحكام، هو -وقد يكون هو الأقرب والأفضل في نظري- في إعادة حق الشيخ عبدالله بن علي إلى نصابه الطبيعي، فجده جاسم هو المؤسس للدولة، وأبوه علي بداية انطلاقها الاقتصادي، وأخوه الأكبر أحمد هو قائد انطلاقتها في العالم الحديث، و«تنظيم الحمدين!!» مهما كان تحت يديه من مليارات القطريين من مبيعات النفط والغاز، فإن أهدافه مشبوهة، وآلياته خطيرة، وقد تم كشفه وفضحه على رؤوس الأشهاد القطريين قبل غيرهم من شعوب الأرض!، ويستحيل عليه أن يستمر في مؤامراته وأكاذيبه!.

وبعد كل أدلة تآمر «تنظيم الحمدين!!» على دول الخليج والدول العربية، وزعزعة الأمن في عواصم العالم، هل يمكن القول إن «تميما!!» ما زال فيه أمل؟!، أم تختار الأسرة الحاكمة في قطر، عبدالله آل ثاني أو غيره من أكفاء عقلاء الأسرة؟!

كان أحد كبار السن في قريتنا يقول «رحمه الله»، لا تمد الحبل للجاهل، فإنه يؤذي نفسه وأهله!، تذكرت مقولته وأنا أحدث نفسي عن محبة للأشقاء القطريين، وعن معرفة بأبعاد مقولة «الشايب!!»، وعن يأس في صلاح «تنظيم الحمدين!» المتآمر المجرم، وعن دخول قطر إلى حضن «تنظيم الولي الفقيه، وتنظيم الإخوان، والتنظيم السروي!!»، وعن استبسال «تنظيم الحمدين!» في دعم تلك التنظيمات ورموزها ماديا ومعنويا، ومنحهم الجنسية، أو الإقامة الدائمة، ولأني أعرف كل ذاك وأكثر، فقد قلت في نفسي: حان الوقت أن يترجل الواجهة ومن خلفه التنظيم!، وأنا واثق أنه قد حان الوقت فعلا للترجل، والسعودية تعرف آلية ذلك سرا وعلنا!، وهو أمر لا مناص أمام السعودية من التخطيط له، تنفيذه، وسينفذ!، فقطر شعبا وموقعا وتاريخا وجغرافية، أهمّ من متهورين حالمين، لا يحسنون، «تتميم!!» أي فعل حتى ولو مؤامرة، لأنهم لم يقرؤوا تاريخ السعودية، ولم يفهموها جيدا، ولا يستذكرون قوة وثقل وطأتها، إن وطئت، وستطأ قريبا، وقريبا جدا!، فلا مجال غير ركوب الأسنة للمضطر!. وأخيرا، فعلى طريقة الصديق المثقف الكبير مشاري الذايدي في برنامجه الأسبوعي العميق بقناة العربية «مرايا»، على طريقته الجميلة حين يختم أي حلقة بشعر مشهور أو قول مأثور، على ذات أو قريب من تلك الطريقة، يقول الشاعر:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه

فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

والنفس من خيرها في خير عافية

والنفس من شرها في مرتع وخم

تطغى إذا مكنت من لذة وهوى

طغي الجياد إذا عضت على الشكم

ولن يفهم «تنظيم الحمدين!!» لا شعرا ولا نثرا، لن يفهم إلا من يطأ عليه!.