في جزء غال من وطني أصبح على حين غرة من الزمن مصدر قلق لرجال الأمن، ونشازا على القطيف وأهله الأحبة، وهي في عيون الجميع، خرجت منها شرذمة قليلة لفظها المجتمع، تمادوا في التقليل من حلم الدولة التي تعلن ليل نهار أن يبادروا بتسليم أنفسهم للسلطات الأمنية حتى لا يزعجوا إخوانهم من أهل المنطقة وجيرانهم، لكن في العوامية مدرسة تتلمذت في الحوزات الإيرانية والحسينيات والقباب والمآذن الحزينة طوال عمر، كونها في حضن طهران والملالي، ثم كبروا خلف نمر النمر لفترة أيضا من الزمن تدعمهم فئة الشّر في الضاحية بلبنان حتى حصدنا من رؤوس الكثير بفضل الله عبر جهود أمنية وضربات استباقية قطعت على أهل الشر مخططاتهم في إرباك الأمن وتعكير صفوه على أهلنا في القطيف وعَنْك ودارين وتاروت، وأصبح الناس في نكد مع هذه الفئة الضالة وسط نداء العقلاء من أهل الشرقية، وتحديدا من أهالي المسورة والعوامية ومحافظة القطيف وما حولها من الشرفاء الذين باركوا للدولة توجهها لمعاقبة وملاحقة المفسدين في الأرض وتنفيذ أحكام الله فيهم، كما نتابع ذلك بين فترة وأخرى، ومثالها تنفيذ حكم الله في بعض هؤلاء الأشرار مثل نمر النمر وغيره، ممن صدرت فيهم أحكام شرعية، ونفذ فيهم حكم الله باعتبار إفسادهم في الأرض وترويع الآمنين من أهلهم وإخوانهم من شيعة القطيف، وحينما تمادى أهل الفساد في غيهم، قامت الدولة مشكورة بإعطاء فرصة إيصال التنمية وتطوير العوامية كونها مربعا أمنيا للخلايا الإرهابية حتى أعطت الدولة نفسا لبقية الأهالي للخروج من العوامية والمسورة تحديدا، وأبدلتهم بتخطيط عمراني رائع يحفظ تاريخ المنطقة وتراثها، ويعيد تأهيل المسورة والعوامية لتأخذ جانباً من التنمية التي تشمل باقي مناطق المملكة وتحقيقاً لمطالب المواطنين بالقضاء على هذه الشرذمة والتخلص منها، وهذا ما أفصح عنه علماء الشيعة في مجالس الدولة وآخرها مع أمير المنطقة الشرقية، إذ نادوا بسرعة تطهير المسورة من هذه الفئة الضالة، ورغم هذا قامت الدولة بتطهير المنطقة من هؤلاء البُغاة والخارجين عن البيعة لولي الأمر، ثم عملت على إنشاء مخطط يخدم المواطن في التنمية والإسكان وقدمت تعويضات لأهالي المحافظة تجاوزت 800 مليون ريال تأكيدا على حسن رعاية الدولة لأبنائها المخلصين من أهالينا في العوامية والقطيف وما حولها، والوعد أن يتحقق ذلك خلال عامين، ليعود المواطن برفاهية المكان وجمالية المواقع كما عرفت ذلك أمانة المنطقة الشرقية عبر وسائل الإعلام المختلفة، لأن العوامية في عيون قادتها ولأن العوامية الجديدة حنو القائد على شعبه الوفي مع قيادته، ولا يعكر صفو لحمتنا الوطنية مثل هذا النشاز الذي خرج علينا في المسورة ممن تربوا على ولاية الفقيه وقباب قم وطهران، فماذا يريد هؤلاء غير الفرقة وزعزعة الأمن في ربوع القطيف وأهله والمحافظات الأخرى، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وستظل العوامية في قلب قائدها سلمان الحب والحنو على أبنائه في كل مكان من بلادنا الغالية، وسلمت يا وطني من أيدي العابثين والمفسدين بإذن الله.